अचमल कामिला
موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين
शैलियों
صرحت الآيات بأن الله تعالى نهى آدم عن الأكل من الشجرة، ولكن الشيطان وسوس له حتى أكل منها، ثم إن الله لقنه كلمات قالها مستغفرا، فتاب الله عليه، ثم أمره بعد قبول توبته بالهبوط من الجنة. وقد يتبادر إلى # الذهن أن آدم ارتكب ما نهي عنه ارتكاب من يتعمد المخالفة، فيكون أكله من الشجرة معصية، وهو من الأنبياء المرسلين، والرسل معصومون من أن يخالفوا أمر الله.
وجواب هذا: أن آدم تعمد الأكل من الشجرة ناسيا النهي عن الأكل منها، وفعل المنهي عنه على وجه النسيان لا يعد في قبيل المعاصي التي يرتكبها الشخص وهو على ذكر من أنه يرتكب حراما ، وهذه هي التي يستحق صاحبها عقابا أخرويا، وهي التي عصم الله منها أنبياءه. وإذا عاتب الله بعض المصطفين من عباده على ما صدر منهم على وجه النسيان، فلأن علمهم بالنهي يدعوهم إلى أن يقع النهي من نفوسهم موقع الاهتمام؛ بحيث يستفظعون مخالفته استفظاعا يملأ نفوسهم بالنفور منها، ويجعلهم على حذر من الوقوع في بلائها. فالذي وقع من آدم - عليه السلام - هو أنه غفل عن الأخذ بالحزم في استحضار النهي، وجعله نصب عينيه حتى أدركه النسيان، ففعل ما نهي عنه غير متعمد للمخالفة. قال تعالى: {ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما} [طه: 115].
{فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون}:
पृष्ठ 74