310

अचमल कामिला

موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين

संपादक

علي الرضا الحسيني

प्रकाशक

دار النوادر

संस्करण

الأولى

प्रकाशन वर्ष

1431 अ.ह.

प्रकाशक स्थान

سوريا

शैलियों

المختلفة البيئات والنزعات.
﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ﴾:
ذكر الشيء: التلفظ باسمه، ويطلق بمعنى: إحضاره في الذهن، وهو ضد النسيان، ولا يكفي الإنسانَ في ذكر الله أن يُجري اسمًا من أسمائه على لسانه، إلا أن يستحضر عظمته وجلاله، واستحضارُ العظمة والجلال هو الذي يبعث على استفراغ الوسع في الأعمال المأمور بها؛ من نحو: التسبيح، والتحميد، والتفكر في حكمة المخلوقات، وصرف الجوارح فيما يأذن به الخالق - جل شأنه - ويرضاه.
وذكرُ الله للعبد يفهم على معنى: كفايته من يريد به سوءًا، ثم الإنعام عليه بالعزة في الدنيا، والسعادة في الأخرى. فالذكر في قوله: ﴿أَذْكُرْكُمْ﴾ مستعمل فيما يترتب على الذكر من المجازاة بما هو أوفى وأبقى.
﴿وَاشْكُرُوا لِي﴾:
الشكر: عرفان الإحسان وإظهاره بالثناء على المحسن، يقال: شكره، وشكر له؛ كما يقال: نصحه، ونصح له. وشكر العبد لله يطلق بمعنى: ذكر إحسانه الذي هو النعمة، ومن ذَكر أن ما يصل إليه من الخير هو من نعم الله عليه، واعترف بذلك من صميم قلبه، وحضر في نفسه جلال المنعم، لم يلبث أن يصرف ما أنعم الله به عليه من العقل والجوارح فيما يرضيه، ومن هنا صح حمل الشكر على معنى: صرف العبد جميع ما أنعم الله به عليه من العقل والجوارح فيما يأذن به من الطاعات. فالشكر المأمور في الآية: ﴿وَاشْكُرُوا لِي﴾ هو الشكر الذي يكون من مظاهره حسن الطاعة فيما يأمر به، أو ينهى عنه. وقدّم الأمر بالذكر على الأمر بالشكر؛ لأن الذكر يتعلق بالذات

1 / 276