﴿قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى﴾:
﴿هُدَى اللَّهِ﴾: دينه ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ﴾ [آل عمران: ١٩]، والهدى بمعنى: الهادي إلى طريق الفلاح في الدنيا والآخرة. وإيراد ﴿الْهُدَى﴾ معرفًا بأل مع اقترانه بضمير الفصل ﴿هُوَ﴾ يفيد قصر الهداية على دين الله، وينفي أن يكون في دين غير دين الله هدى. وإذا كانت الهداية مقصورة على الدين الذي جاء به محمد ﷺ، فكيف يطمع اليهود أو النصارى في أن يتبع ملتهم؟!.
﴿وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ﴾:
اللام في قوله: ﴿وَلَئِنِ﴾ تُشعر بأن في الجملة قَسَمًا مقدرًا روعي في صدرها؛ ليفيد تأكيد ما تضمنته من أن متبع أهواء اليهود والنصارى لا يجد من الله وليًا ولا نصيرًا. وأهواؤهم: آراؤهم المنحرفة عن الحق الصادرة عن شهوات في أنفسهم.
و﴿الْعِلْمِ﴾: الدين، وسمي علمًا؛ لأنه يعلم بالأدلة القاطعة. وقال: ﴿بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ﴾؛ ليدل على أن الوعيد على ارتكاب أمر لا يأتي إلا بعد إقامة الحجة على أن الأمر كفر أو معصية. ووليُّ الشخص: من يتولى أموره، ويصرفها على ما تقتضيه مصلحته. ونصيره: من يعينه على من يناوئه ويبسط إليه يده بسوء.