अबू शुहदा हुसैन इब्न अली
أبو الشهداء الحسين بن علي
शैलियों
إلا أن الصواب هنا ظاهر جد الظهور لمن يريد أن يراه.
الصواب أن العطف على جانب المنفعة عبث لا معنى له ولا حكمة فيه.
وأن العطف على جانب الأريحية واجب يخشى على الناس من تركه وإهماله؛ إذ كان تركه مناقضا لصميم الفطرة التي من أجلها فطر الناس على الإعجاب بكل ما يستحق الإعجاب.
فليس يخشى على الناس يوما أن ينسوا منافعهم ويقصروا في خدمة أنفسهم، سواء عطف عليها المؤرخون أو أعرضوا عنها ساخرين منكرين.
ولكنهم يخسرون الأريحية إذا فقدوها وفقدوا الإعجاب بها والتطلع إليها، وهي التي خلقت ليعجب بها الناس؛ لأن حرص الإنسان على منفعته لا يغنيهم في حياتهم العامة أو في حياتهم الباقية، أما الأريحية التي يتجاوز بها الإنسان نفسه في سبيل معنى من المعاني أو مثل عال من الأمثلة العليا، فهي الخليقة النافعة للنوع الإنساني بأسره، وإن جاز اختلافهم في كل معنى وفي كل مثل عال.
صراع بين الأريحية والمنفعة
في ماضي الشرق وحاضره كثير من الحركات التاريخية التي وقع الصدام فيها بين الأريحية والمنفعة على أكثر من غرض واحد.
ولكننا لا نحسبنا مهتدين إلى نموذج لهذا الصدام أوضح في المبادئ، وأهدى إلى النتائج، وأبين عن خصائص المزاجين معا من النموذج الذي عرضه لنا التاريخ في النزاع بين الطالبيين والأمويين، ولا سيما النزاع بينهما على عهد الحسين بن علي، ويزيد بن معاوية.
قلنا في كتابنا «عبقرية الإمام» ما فحواه أن الكفاح بين علي ومعاوية، لم يكن كفاحا بين رجلين أو بين عقلين وحيلتين. ولكنه كان على الحقيقة كفاحا بين الإمامة الدينية والدولة الدنيوية، وأن الأيام كانت أيام دولة دنيوية؛ فغلب الداعون إلى هذه الدولة من حزب معاوية، ولم يغلب الداعون إلى الإمام من حزب الإمام.
ولو حاول معاوية ما حاوله علي لأخفق وما أفلح، ولو أراد علي أن يسلك غير مسلكه لما أفاده ذلك شيئا عند محبيه ولا عند مبغضيه.
अज्ञात पृष्ठ