فقال: «مري الخدم أن يطيعوني ولا تقولي لهم إني الضحاك.»
فأشارت إلى ريحانة أن تفعل ما قاله، فخرجت ريحانة وقالت لقيمة الخباء: «إن هذا الرجل بعث به مولانا الدهقان الليلة ليرجع بنا إليه في الصباح؛ فاعملوا بإشارته.» فأخذ الضحاك في تدبير ما يلزم استعدادا للمسير.
الفصل الثامن والأربعون
عريس جديد
أما الدهقان، فقد عرف أنه زوج ابنته بابن الكرماني طمعا في الكسب على يده؛ ليقينه بقوة الكرماني وكثرة رجاله، ولاستخفافه بأبي مسلم؛ لقلة رجاله وصغر سنه، وأضمر في نفسه أنه إذا انقلبت الآية ورجحت كفة أبي مسلم تقرب إليه بالأموال والرجال، فكان لا يغفل عن استطلاع أحوال الجنود المعسكرة حول مرو - وكانت الأخبار تأتيه تباعا، وكلها تدل على نجاح الخراسانيين وتغلبهم - حتى إذا جاءه الخبر بدخول أبي مسلم مرو، بمساعدة ابن الكرماني مع بقاء هذا في معسكره، تحقق من فوز الخراسانيين، ولبث يتوقع فرصة يتقرب بها من أبي مسلم وهو يظنه غير عالم بزفاف جلنار إلى ابن الكرماني، فلما وصله نبأ دخول أبي مسلم إلى مرو بعث إليه بالهدايا والأموال، وكتب إليه يهنئه بالنصر، وأنه بذل جهده في جمع كلمة الدهاقين على نصرته.
كل ذلك وهو لا يعلم بموت ابن الكرماني، ثم جاءه الخبر بمجيء ابنته، فخرج لاستقبالها وقبلها، ورحب بها وبالغ في الترحاب وهو يعجب لمجيئها. ولما سألها عن سبب مجيئها لم تتماسك عن البكاء، فأجابت ريحانة أنها ستخبره عن السبب في خلوة، فأخرج من في حضرته من الناس فقالت ريحانة: «إن مولاتي الدهقانة تبكي حرقة على سوء حظها.»
قال: «ولماذا؟ ماذا جرى؟»
قالت: «إن خطيبها توفي في هذا الصباح فجأة.»
قال: «علي بن الكرماني مات؟»
قالت: «نعم يا سيدي. مات فجأة على غير انتظار.»
अज्ञात पृष्ठ