فضحك الرجل وقال: «تمنعين الأذى؟ إذن افعلي ما بدا لك؛ فأنا غير مسئول عن تبعة ما يحدث من عاقبة هذا التردد.»
فخشيت تهديده وازدادت حيرة وعادت إلى السكوت، فقال الضحاك: «كيف تمنعين الأذى وأنت محبوسة في هذه الخيمة، ولا يمكن خروجك منها إلا بقتل صاحبها، وإذا لم نعجل بمقتله سبقنا هو إلى قتل صاحبنا، ونندم حين لا ينفعنا الندم. ومع ذلك فأنت صاحبة الشأن ونحن طوع أمرك، فإن الخسارة إنما تعود عليك؛ فافعلي ما تشائين.»
فقالت: «أقتله بيدي؟ بالله كيف أستطيع ذلك؟ تبصر في الأمر يا ضحاك، واجعل نفسك في موضعي، فما الذي تفعله؟»
قال: «أنا؟ لو كنت في مكانك لقضيت هذا الأمر بجرعة ماء أو لقمة طعام.»
فأطرقت هنيهة ثم قالت: «لا، لا أقدر على ذلك، ولكنني أبذل جهدي في منع الأذى عن ... وإذا استطعت المساعدة في ...» وسكتت، ثم قالت: «دعني أتدبر هذه المسألة وأرى ما يفتح علي به.»
فنهض الضحاك وقد اعتزم أن يقنع جلنار في جلسة أخرى، وقال لها: «ارجعي لي هذا الخاتم لأرده إلى صاحبه، وأنا علي يقين أنك ستوافقين على رأيي.»
فقالت: «وهل ترده إليه الليلة؟»
قال: «لا بد من ذلك، ولم يعطني إياه إلا على هذا الشرط.»
فتثاقلت جلنار في دفع الخاتم إليه؛ لأنها استأنست به، وتنسمت منه ريح حبيبها، ثم انتبهت لتثاقلها والضحاك واقف في انتظارها، فدفعته إليه رغم إرادتها، فتناوله وخرج، وترك الدهقانة وماشطتها في بحور من الهواجس.
الفصل السادس والثلاثون
अज्ञात पृष्ठ