56

Zuhd Wa Warac

الزهد والورع والعبادة

Bincike

حماد سلامة، محمد عويضة

Mai Buga Littafi

مكتبة المنار

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٠٧

Inda aka buga

الأردن

Nau'ikan

Tariqa
وَلَكِن لَيْسَ كثواب من كف نَفسه وجاهدها عَن طلب الْمحرم وَمن كَانَت كَرَاهَته للمحرمات كَرَاهَة ايمان وَقد غمر ايمانه حكم طبعه فَهَذَا أَعلَى الْأَقْسَام الثَّلَاثَة وَهَذَا صَاحب النَّفس المطمئنة وَهُوَ أرفع من صَاحب اللوامة الَّتِي تفعل الذَّنب وتلوم صَاحبهَا عَلَيْهِ وتتلوم وتتردد هَل تَفْعَلهُ أم لَا وَأما من لم يخْطر بِبَالِهِ أَن الله حرمه وَلَا هُوَ مُرِيد لَهُ بل لم يَفْعَله فَهَذَا لَا يُعَاقب وَلَا يُثَاب اذ لم يحصل مِنْهُ أَمر وجودي يُثَاب عَلَيْهِ أَو يُعَاقب فَمن قَالَ الْمَطْلُوب أَن لَا يفعل ان أَرَادَ أَن هَذَا الْمَطْلُوب يَكْفِي فِي عدم الْعقَاب فقد صدق وَإِن أَرَادَ أَنه يُثَاب على هَذَا الْعَدَم فَلَيْسَ كَذَلِك وَالْكَافِر اذا لم يُؤمن بِاللَّه وَرَسُوله فَلَا بُد لنَفسِهِ من أَعمال يشْتَغل بهَا عَن الايمان وَترك الْأَعْمَال كفر يُعَاقب عَلَيْهَا وَلِهَذَا لما ذكر الله عُقُوبَة الْكفَّار فِي النَّار ذكر أمروا وجودية وَتلك تددس تفس النَّفس وَلِهَذَا كَانَ التَّوْحِيد والايمان أعظم مَا تزكو بِهِ النَّفس وَكَانَ الشّرك أعظم مَا يدسيها وتتزكى بِالْأَعْمَالِ الصَّالِحَة وَالصَّدََقَة هَذَا كُله مِمَّا ذكره السّلف قَالُوا فِي قد أَفْلح من تزكّى تطهر من الشّرك وَمن الْمعْصِيَة بِالتَّوْبَةِ وَعَن أبي سعيد وَعَطَاء وَقَتَادَة صَدَقَة الْفطر وَلم يُرِيدُوا أَن الْآيَة لم تتَنَاوَل الا هِيَ بل مقصودهم أَن من أعْطى صَدَقَة الْفطر وَصلى صَلَاة الْعِيد فقد تناولته وَمَا بعْدهَا وَلِهَذَا كَانَ يزِيد بن حبيب كلما خرج الى الصَّلَاة خرج بِصَدقَة وَيتَصَدَّق بهَا قبل الصَّلَاة وَلَو لم يجد الا بصلا قَالَ الْحسن قد أَفْلح من تزكّى من كَانَ عمله زاكيا وَقَالَ أَبُو الْأَحْوَص زَكَاة الْأُمُور كلهَا وَقَالَ الزّجاج تزكّى بِطَاعَة الله ﷿ وَمعنى الزاكي النامي الْكثير

1 / 65