بالدينية ان وجدت فِيهِ أَو عِنْده فَإِن الانسان ظَالِم جَاهِل لَا يطْلب الا هَوَاهُ فَإِن لم يكن هَذَا فِي الْبَاطِن يحسن اليهم ويصبر على أذاهم وَيَقْضِي حوائجهم لله وَتَكون استعانته عَلَيْهِم بِاللَّه تَامَّة وتوكله على الله تَامّ وَإِلَّا أفسدوا دينه ودنياه كَمَا هُوَ الْوَاقِع الْمشَاهد من النَّاس مِمَّن يطْلب الرِّئَاسَة الدُّنْيَوِيَّة فَإِنَّهُ يطْلب مِنْهُ من الظُّلم والمعاصي مَا ينَال بِهِ تِلْكَ الرِّئَاسَة وَيحسن لَهُ هَذَا الرَّأْي ويعاديه ان لم يقم مَعَه كَمَا قد جرى ذَلِك مَعَ غير وَاحِد وَذَلِكَ يجْرِي فِيمَن يحب شخصا لصورته فَإِنَّهُ يَخْدمه ويعظمه وَيُعْطِيه مَا يقدر عَلَيْهِ وَيطْلب مِنْهُ من الْمحرم مَا يفْسد دينه وفيمن يحب صَاحب بِدعَة لكَونه لَهُ دَاعِيَة الى تِلْكَ الْبِدْعَة يحوجه الى أَن ينصر الْبَاطِل الَّذِي يعلم أَنه بَاطِل والا عَادَاهُ وَلِهَذَا صَار عُلَمَاء الْكفَّار وَأهل الْبدع مَعَ علمهمْ بِأَنَّهُم على الْبَاطِل ينْصرُونَ ذَلِك الْبَاطِل لأجل الأتباع والمحبين ويعادون أهل الْحق ويهجنون طريقهم فَمن أحب غير الله ووالى غَيره كره محب الله ووليه وَمن أحب أحدا لغير الله كَانَ ضَرَر أصدقائه عَلَيْهِ أعظم من ضَرَر أعدائه فَإِن أعداءه غايتهم أَن يحولوا بَينه وَبَين هَذَا المحبوب الدنيوي والحيلوله بَينه وَبَينه رَحْمَة فِي حَقه وأصدقاؤه يساعدونه على نفي تِلْكَ الرَّحْمَة وذهابها عَنهُ فَأَي صداقة هَذِه وَيُحِبُّونَ بَقَاء ذَلِك المحبوب ليستعملوه فِي أغراضهم وَفِيمَا يحبونه وَكِلَاهُمَا ضَرَر عَلَيْهِ قَالَ تَعَالَى اذ تَبرأ الَّذين اتبعُوا من الَّذين اتبعُوا وَرَأَوا الغذاب
1 / 42