والعظيم نقيض الحقير ، والكبير نقيض الصغير ، فكما أن الحقير دون الصغير فالعظيم فوق الكبير ، ويستعملان في الجثث والأحداث جميعا تقول : رجل عظيم جثته أو خطره.
ومعنى التنكير في «غشاوة» و «عذاب عظيم» أن على أبصارهم غشاوة ليس مما يتعارفه الناس ، وهو التعامي عن الآيات ، ولهم من الآلام العظام نوع لا يعلم كنهه إلا الله.
( ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين (8) يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون (9) في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون (10) وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون (11) ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون (12) وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون (13) وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزؤن (14) الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون (15) أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين (16))
ولما افتتح سبحانه بذكر الذين أخلصوا دينهم لله ، وواطأت فيه قلوبهم
Shafi 57