259

( فلا تخشوهم ) فلا تخافوهم ، فإن مطاعنهم لا تضركم ( واخشوني ) فلا تخالفوا ما أمرتكم ( ولأتم نعمتي عليكم ) علة محذوف ، أي : وأمرتكم بالتحويل لإتمامي النعمة عليكم ، وإرادتي اهتداءكم. أو عطف على علة مقدرة مثل : واخشوني لأحفظكم منهم ، أو لأوفقكم ولأتم نعمتي عليكم ، أو عطف على ( لئلا يكون ).

وفي الحديث : «تمام النعمة دخول الجنة». وعن علي عليه السلام «تمام النعمة الموت على الإسلام». وروي عن ابن عباس قال : ولأتم نعمتي عليكم في الدنيا والآخرة ، أما في الدنيا فأنصركم على أعدائكم ، وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم ، وأما في الآخرة فجنتي ورحمتي.

وروي عن علي عليه السلام قال : «النعم ستة : الإسلام ، والقرآن ، ومحمد صلى الله عليه وآلهوسلم ، والستر ، والعافية ، والغنى عما في أيدي الناس».

( ولعلكم تهتدون ) أي : لكي تهتدوا ، و «لعل» من الله واجب. وقيل : لتهتدوا إلى ثوابها. وقيل : إلى التمسك بها.

وقوله : ( كما أرسلنا فيكم رسولا منكم ) متصل بما قبله ، أي : ولأتم نعمتي عليكم في أمر القبلة ، أو في الآخرة بالثواب ، كما أتممتها بإرسال رسول منكم. وإما أن يتعلق بما بعده ، أي : كما ذكرتكم بإرسال الرسول فاذكروني بالطاعة.

( يتلوا عليكم آياتنا ) يوحى إليه بأدلة التوحيد والنبوة ( ويزكيكم ) ويحملكم على ما تصيرون به أزكياء ، من الأمر بطاعة الله واتباع مرضاته ( ويعلمكم الكتاب ) القرآن ( والحكمة ) وأحكام الشريعة. وفي المجمع (1): أن المراد بالآيات والكتاب والحكمة القرآن ، جمعا بين صفاته ، لاختلاف فائدتها ( ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون ) بالفكر والنظر ، إذ لا طريق لكم إلى معرفته سوى

Shafi 264