Zir Salim Abu Layla Muhalhal
الزير سالم: أبو ليلى المهلهل
Nau'ikan
3 «ومن بني عامر بن صعصعة: بنو كلاب، وهم بنو كلاب بن عامر بن صعصعة، وكان لهم في الإسلام دولة باليمامة، وكانت ديارهم حمى ضربة، وهي حمى كليب وحمى الربذة في جهات المدينة النبوية وفدك والعوالي، ثم انتقلوا بعد ذلك إلى الشام، فكان لهم في الجزيرة الفراتية صيت، وملكوا حلب ونواحيها وكثيرا من مدن الشام»، ثم يذكر القلقشندي بعد ذلك أنهم ينتسبون إلى عبد الوهاب بن بخت، المذكورة في سيرة البطال،
4
وأنهم كانت لهم غارات عظيمة على بلاد الروم، وأن بنات الروم وأبناءهم كانوا يباعون في سباياهم.
ولعل هذه السيرة الملحمة - الزير سالم - أن تقودنا إلى فاتحة إعادة التعرف على الجسد الأهم للتراث الفولكلوري والأسطوري الفلسطيني، الذي يستحوذ جانبه الملحمي - خاصة - على عيون الأعمال الكبرى العربية من سير وملاحم، عممت فأصبحت مع توالي العصور تراثا عاما للأمة العربية.
ويلاحظ هنا دور ذلك التراث الفلسطيني الأبعد رؤيا كطليعة بحرية في التبصير بالأخطار الضاربة دوما والمحدقة بمنطقتنا الشرق الأدنى القديم أو الأوسط المعاصر، أو أمتنا العربية منذ أقدم العصور سواء في هذه السيرة - الزير سالم - أو في سيرة الأميرة ذات الهمة،
5
وهي أيضا الأميرة ذات الهمة من سلالة هذا الزير فلسطينية، بل ومن بني كلاب، فذات الهمة أميرة وهبت نفسها للدفاع عن الأمة العربية، فاختارت منطقة الثغور لكي تكون موطنها؛ ذلك أنها المنطقة التي يتحدد فيها موقف الدين الإسلامي والشعب العربي ضد الروم المغيرين، كما تذكر سيرتها.
فانتقلت ذات الهمة على رأس الجيش العربي المتطوع والممثل في قيادة التحالف القبلي لبني كلاب إلى منطقة الثغور، حيث اتخذت من ملطية عاصمة لها.
فلولا إشارة من القلقشندي عن هجرة ذلك التحالف الكلبي الفلسطيني لبني كلاب إلى منطقة الثغور، والدور الذي لعبوه في الحروب العربية البيزنطية لما تعرفنا على جذور ومنشأ هذه السيرة الفلسطينية للأميرة ذات الهمة.
وسيرتها التي تحفظ لهذا التحالف الكلبي الفلسطيني دوره الطليعي والمقوم للدولة العربية، من أموية لعباسية خارجيا وداخليا؛ فالسيرة مثلا تذكر أن نكبة البرامكة حلت بهم؛ لعلاقتهم ببني كلاب كطلائع غيورة على الأمة العربية. وإذا ما اكتفينا بهذا القدر، وعاودنا الالتزام بسرد سيرتنا - الزير سالم - حيث توقفنا عند عودة شيبون بن الضباع من حروبه من بلاد الروم، فعقب إهانات شيبون ذاك لم يجد الزير سالم بدا من منازلته وقتاله، وهكذا «ضربه على رأسه فشقه إلى تكة لباسه.»
Shafi da ba'a sani ba