قباد بن فيروز
حينما جلس قباد على العرش أحسن تنظيم أعمال المملكة، وألف بين الرعية وعامل الناس معاملة طيبة.
وقد ظهر مزدك بن بامداد فى زمانه، وأتى بالديانة المزدكية؛ والتف حوله قوم من السفلة والغوغاء؛ وقال مزدك: إن الله عز وجل جعل رزق الخلق فى هذه الأرض فيجب أن يؤخذ من المكثرين للمقلين حتى يتساوى الجميع، والمرأة كذلك، فكل من لديه امرأة هى مباحة للجميع، وقال كثيرا من الأشياء المنكرة، فمال إليه قباد، فتحير الناس وثاروا عليه، وحينما رأى نوشروان الطفل هذه الحالة تناظر مع مزدك، وقال: لو أبيحت المرأة لكل شخص، فلن تصح الأنساب، وسينقطع النسل، ولن يعرف إنسان ابنه مطلقا، وظل يناظره حتى وجب القتل عليه.
ودارت هذه المناظرة فى محفل فتحول كثير من الناس عن الديانة المزدكية وطفقوا عائدين إلى الديانة الزردشتية، وحينما مضت مدة فكر قباد فى أمر الرعية وقال: إن فى عطاء العشر مشقة عليهم، والسبب فى ذلك أنه ذهب ذات يوم إلى الصيد، فرأى امرأة تحمل على كتفها طفلا يبكى وكانت تقف فى بستان رمان، وكان الطفل يرغب رغبة شديدة فى رمانة فلم تلب المرأة رغبته، فسأل قباد المرأة: لماذا لم تعط الطفل الرمانة؟ فقالت المرأة: حتى الآن لم ندفع عشور الشاهنشاه، فحرام علينا قطع الرمان من البستان، فتعجب قباد وصمم أن يرفع مشقة هذه العشور عن الرعية. وفى ذلك الوقت أرسل الحرازين إلى الولايات، فمسحوا، وحرزوا العنب والأشجار، ووضعوا الخراج على كل منها، ووضع الخراج والضريبة على السواد فجاءت ألف حمل وألفا وخمسين درهما، وبنى قباد باب الأبواب، وحلوان، وأرگان، وقبادخره، وبردعة 20، وشيراز.
Shafi 80