حينما تسلم العرش تزوج ابنة ملك كابل، وحينما أراد الظفر بها لم يعجبها فامتنعت، فسأل ابن الموبد:" ما الحكم إذا عصى شخص الملك ولم يأتمر بأمره؟ فقال ابن الموبد: يجب أن يقتل، فقتل هرمز المرأة. وحينما حضر الموبد سأله المسألة نفسها، فقال: القتل واجب إلا على المرأة والمجنون والطفل، فقال له: وماذا تقول إذا أفتى شخص بقتل إنسان لا يجب قتله؟ قال: يجب أن يقتل المفتى. فأمر فقتلوا ابن الموبد.
شاپور بن هرمز
حينما حملت به أمه توفى أبوه، فاجتمعت الرعية ووضعوا التاج على بطن أمه، فلما ولد تولته المراضع حتى أتم عامين وتكلم.
وذات ليلة وقت السحر سمع من الناس جلبة وضوضاء فسأل:" ما هذه الضجة والضوضاء؟ " فأخبروه أن الناس الذين يعبرون على جسر (دجلة) من كلا الجانبين، حينما يلحق أحدهما بالآخر يزدحمون على الجسر فيفعلون هذه الضجة والضوضاء 14، فأمر أن يشيدوا جسرين أحدهما للذهاب والآخر للإياب؛ حتى لا تصدر من الناس ضجة أو ضوضاء، فتعجب الجميع من رأى ذلك الطفل الصغير، وكيف فكر مثل هذا التفكير الصائب الذى لم يكن لملك قط.
وكان ملك العرب فى زمانه الحرث بن الأغر الإيادى، وحينما وصل خبر موت هرمز إلى العرب قدموا من بلاد عبد قيس والكاظمة والبحرين، ومكثوا فى أطراف إيرانشهر، وأطلقوا أيديهم للسرقة وقطع الطرق، فكانوا يؤذون ويقتلون ويقطعون الطرق، وكانوا يبيعون الناس ويأخذون ملابسهم ويجردونهم من عدتهم وعتادهم.
وحينما بلغ شاپور ذو الأكتاف السادسة عشرة من عمره جمع جيشا، وتوجه إلى ديار العرب، وقتل الكثير منهم حتى كف أيديهم عن الناس، ثم استن سنة: فأمر أن أى عربى يؤتى به من أى مكان فليثقبوا كتفيه وليعلقوا فيها حلقة، ولهذا السبب كانوا يلقبونه بذى الأكتاف، وباللغة الفارسية هوبه سنبان 15.
وذهب شابور إلى بلاد الروم فى زى الجواسيس، فعرفه القيصر، فألبسه جلد بقرة حتى جف على بدنه، ثم جاء القيصر، واستولى على إيران شهر، وكان شاپور متألما فى هذا الجلد الجاف ألما شديدا، فالتمس من زوجة القيصر أن تخلصه على شريطة ألا يؤذى القيصر حينما يعود إلى إيران ويرسل له الخراج.
Shafi 74