الباب الرابع: ملوك الساسانيين
أردشير الجامع بن بابك بن شاه ساسان ابن بهافريد بن زراره بن ساسان بن بهمن بن أسفنديار
حينما استولى على الملك من الطوائف، وأضحت إيران له، وحد أبناء العجم بعد أن كانوا قد تفرق شملهم، وحينما وصل إلى أردوان، خرج أردوان عليه، فرده أردشير، وقبض عليه وقتله، وقد مضى على ملك أردشير اثنا عشر عاما. وخرج ملك النبط على أردشير، وحاربه، فقبض عليه أردشير فى قصر ابن هبيرة 1 وقتله، وحينما استراح فؤاده من هذا الأمر، أطلق على نفسه" باشاهان شاه" أى ملك الملوك. وأسموه الجامع؛ لأنه جمع كل علماء فارس وأمرهم أن يجمعوا كتب المغان التى كانت قد فقدت. وبنى مدينة الرى وأردشير خره 2 التى يسمونها واسط، واستاد أردشير 3 التى يسمونها الأنبار، ورام أردشير 4 التى يسمونها البصرة، وقبله كان للدنيا حاكم واحد فجعل الحكام أربعة: الأول حاكم خراسان، والثانى حاكم خربران 5 وأعطاه ناحية المغرب، والثالث حاكم نيم روزان 6 وأعطاه ناحية الجنوب، والرابع حاكم آذربيجان وأعطاه ناحية الشمال. وبنى المدن مثل: مدينة إستر 7، وهرمز أردشير، وأردشير خر، ورام أردشير، وأسد آباد، وپوشنگ 8، وبادغيس.
وجعل خراسان أربعة أقسام، وعين على كل منها مرزبان: أولها مرو شاهجان، والثانى بلخ وطخارستان، والثالث هراة وپوشنگ وبادغيس، والرابع ما وراء النهر. وهو الذى أتى بلعبة النرد على حسب دوران الأرض ووضع لها اثنى عشر قسما، وكل قسم مثل بروج الفلك. وأربع وعشرون خرزة مثل الساعات، وثلاثون خرزة مثل النهار وبروج الفلك مثل الليل والنهار يسبح فيه النيران 9.
وألف كتابا فى النصيحة والسياسة أسماه (كارنامه) وأعطى الملك فى حياته لابنه شاپور.
Shafi 71