ولم ير إنسان ولم يسمع أن مثل هذه الحروب وهذه الحيل تكون من فعال الآدميين، وخاصة مثل هذه المصادفة التى كانت للملك العالم والسلطان المعظم عز الدولة وزين الملة سيف الله معز دين الله أبو منصور عبد الرشيد بن يمين الدولة، وأمين الملة أبى القاسم محمود بن ناصر الدين والدولة، أطال الله بقاءه وأدام عزه وسلطانه وثبت ملكه وكب عداه، فقد أتى إليه الملك دون تجشم صعوبة أو مشقة، فهو حينما صمم تحققت فى الحال آماله دون مهلة أو موانع، وقد أطاعته وانقادت له هذه الآلاف من الخلق دون إراقة للدماء، ودون طمع أو أذى، ودون كيد أو مكر أو دهاء أو تدبير، وكل هذا تم بسرعة خاطفة. فلتكن دولته دائما ثابتة الأركان، ورايته خفاقة منصورة، وعدوه مقهور وحبيبه مسرور، وليبعد الله البلايا عن ساحته.
وبعد: فقد التقطت من جملة أخبار دولة هذه الأسرة- أدام الله ثباتها- كل ما هو أعجب وأجمل، وأوردته هنا، واختصرت وأوجزت على قدر ما استطعت، ولو شغلت بالشرح لجاء أكثر، ولهذا انتخبت من هذه الأخبار وأوردتها هنا بإذن من الله تعالى.
Shafi 239