وفى عام أربعة وعشرين ومائتين وقع زلزال بفرغانة فهدم كثيرا من المنازل، وكان أهل نيشاپور وخراسان يفدون على عبد الله دائما، وكانوا يختصمون فى القنى 67، ولم يرد فى كتب الفقه وأخبار الرسول صلى الله عليه وسلم فى معنى القنى وأحكامها شيئا فجمع عبد الله جميع فقهاء خراسان وبعض فقهاء العراق ووضعوا كتابا فى أحكام القنى أسموه" كتاب القنى"، وهم يعملون على حسب الأحكام التى وردت فيه، وهذا الكتاب موجود حتى الآن، وأحكام القنى والقنيات التى تدور حول هذا المعنى تسير بموجب هذا الكتاب.
ولعبد الله بن طاهر مآثر طيبة أحدها أنه كتب إلى جميع عماله:" لقد أخذت الحجة عليكم حتى تستيقظوا من سباتكم، وتتخلصوا من الحيرة، وتجدوا فى صلاح أنفسكم، وتداروا عظماء ولايتكم، وتساندوا الفلاح الذى صار ضعيفا، امنحوه القوة وأعيدوه إلى ما كان عليهم؛ فإن الله سبحانه وتعالى جعل الطعام من أيديهم، والسلام من ألسنتهم، وحرم الظلم عليهم، وكان يقول:" يجب أن يعطى العلم لأهله ولغير أهله، لأن العلم أمنع من أن يثبت مع غير أهله".
ولما توفى المعتصم تولى الواثق الخلافة، فأرسل عهد خراسان إلى عبد الله ومات عبد الله فى خلافة الواثق سنة ثلاثين ومائتين.
طاهر بن عبد الله
ثم أعطى الواثق خراسان إلى طاهر بن عبد الله، وكان يكنى بأبى الطيب وكان فى هذا الوقت فى طبرستان، ثم رجع إلى نيشاپور وأناب عنه مصعب بن عبد الله.
ومات الواثق فى ذى الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائتين، وتولى المتوكل الخلافة فأرسل عهد خراسان إلى طاهر. وبعد فترة وجيزة قتلوا المتوكل، وتولى المنتصر الخلافة فأرسل عهد خراسان إلى طاهر.
Shafi 200