Zahirat Madd Wa Jazr Bihar
ظاهرة مد وجزر البحار في التراث العلمي العربي: مراحل تطور النظريات العلمية التي تفسر ظاهرة المد والجزر في البحار وإسهامات العلماء العرب والمسلمين فيها مع تحقيق مجموعة من المخطوطات العربية المتعلقة بالموضوع
Nau'ikan
هو حكم القمر على الأجسام الرطبة حتى إن جالينوس ومن يليه من الحكماء خصوا الأمراض الصادرة من ازدياد البلغم للقمر، وقالوا إنه بتأثيره يتزايد البلغم في الأبدان، ومن هنا نسبوا الجزر والامتداد للقمر، وكما أن القمر يقع بتأثيره في البلغم المتصف بالبرد والرطوبة هكذا يقع تأثيره في البحر المتصف بتلك الكيفيتين.
وإن سألنا أحد بقوله كيف القمر يفعل المد والجزر؟ فالجواب: إنه يفعل ذلك ببعض كيفياته الذاتية لا بضيائه، ولو قررنا بأن القمر يؤثر شيئا بضيائه لا بحركته كما زعم البعض من الحكماء، لأننا لو فرضنا بأن الأمر كذلك، لاقتضى عدم المد والجزر في انمحاق القمر؛ لأنه حينئذ يتعرى من النور، وقد شوهد وجود المد والجزر في محاقه، وشوهد أيضا متى كان القمر محتجبا بكرة الأرض، واتضح حينئذ أن حركة القمر لا يمكنها التأثير في البحر لمقابلة الأرض بينهما. وأقول لهذا الدليل إن المد والجزر من كيفية موجودة في القمر وبها يحرك البحر، وبالحركة يكون المد والجزر من ضعفها، وإن قال أحد كيف يمكن ذلك متى كان القمر محتجبا بكرة الأرض؟
فالجواب: إن القمر إذا كان محتجبا يفعل المد والجزر كحجر المغناطيس في جذبه الحديد إليه بقوته المؤثرة، ولو كان بينهما جسم حائل؛ ولذلك الشمس وبقية الكواكب في إنشائها المعادن والأحجار في جوف التراب فإن ذلك بمرور كيفياتها وإخراقها جرم الأرض، هكذا يمكن للقمر أن يخرق الأرض بكيفيته المؤثرة ويصدر المد والجزر، ويمكن للقمر أن يؤثر في البحر من حيث لا يرى، ووقوع ذلك التأثير في البحر إما من ضيائه المكتسب، أو من حركته أو كيفيته الذاتية أو باشتراك جميع هذه الأحوال في التأثير. ثم البحر فإنه متصل الأجزاء بعضها ببعض، فلما قبل التأثير في بعض أجزائه اشتركت البقية من الأجزاء في قبول ذلك التأثير، وحينئذ يكون المد والجزر فيما يرى من البحر، ولو صدر التأثير فيما لم ير منه. ومثال اتصال الأجزاء مع بعضها كالخشبة الممتدة متى طعنها الواحد بشيء تحركت جميعا، والحال إن الطعنة ما كانت إلا في جهة واحدة والسبب لذلك اتصال الأجزاء. وعلى هذا القياس لا يقتضي أن يقال عن القمر إنه خرق الأرض بكيفيته؛ لأن خرق الجرم المتلزز بكيفية واحدة من القمر لا يقبله العقل البشري. والرأي عندي أن امتداد البحر وجزءه فهو من ذاته بغير مؤثر فيه من الخارج؛ لأن البحر من ذاته يقتضي الامتداد على الأرض جميعا كما كان في أول وجوده ... وإذا سألنا أحد لماذا الأنهار لم تتصف بالمد والجزر؟ فالجواب: لعدم الاستعداد في المياه النهرية، لم يقع التأثير كحجر المغناطيس فإنه لا يجذب كل معدن مر عليه سوى الحديد، ولا يوجد فيما عداه استعداد للانجذاب فلو وجد الاستعداد لانجذب كما ينجذب الحديد، لذلك المياه النهرية لخلوها من الاستعداد تعرت من الجزر والامتداد. وعلى رأي من قال المد والجزر فهو من البحر بذاته لا من سبب خارج، فالجواب عن ذلك: إن السبب لخلو الأنهار من الجزر والمد خروجها من أماكنها وجريانها وعودها إلى البحر الذي هو مقرها وملجؤها. ويمكن أن يخص شيئا للماء الراكد في مكانه بخلاف الجاري والمفارق لمكانه.»
142 (10-2) مؤلف مجهول (القرن 3-4ه/9-10م)
143
تناول مؤلف مجهول
144
في كتاب «الروابيع»
145
المنسوب لأفلاطون مسألة قوة الجذب بين الشمس والقمر ومحاولة تفسير ظاهرة المد والجزر اعتمادا على وجود قوى جذب علوية، ونجد في هذا الكتاب حوارية بين شخص اسمه أحمد وأفلاطون، الأمر الذي يعني أن واضعه عربي وليس مترجما عن اليونانية. «قال أفلاطون: وعند انتدابك في العمل فاستعن في التحليل بالقمر، وفي التصعيد بالشمس إلى أن قال: فإن أثرهما يظهر.
Shafi da ba'a sani ba