Zahirat Madd Wa Jazr Bihar
ظاهرة مد وجزر البحار في التراث العلمي العربي: مراحل تطور النظريات العلمية التي تفسر ظاهرة المد والجزر في البحار وإسهامات العلماء العرب والمسلمين فيها مع تحقيق مجموعة من المخطوطات العربية المتعلقة بالموضوع
Nau'ikan
مقدمة
الباب الأول: الدراسات العملية
1 - نظرة الحضارات القديمة إلى ظاهرة المد والجزر
2 - ملاحظة ظاهرة المد والجزر في البحار والأنهار عند العرب
3 - تفسير ظاهرة المد والجزر عند العلماء العرب والمسلمين
4 - تفسير ظاهرة المد والجزر عند الأوربيين
5 - أساليب الاستفادة والوقاية من طاقة المد والجزر
الباب الثاني: المخطوطات العلمية المحققة
1 - رسالة في العلة الفاعلة للمد والجزر للكندي
2 - المد والجزر في كتاب المدخل الكبير في علم أحكام النجوم لأبي معشر الفلكي
Shafi da ba'a sani ba
3 - كتاب وري الزند بالجزر والمد (يتيمة العصر في المد والجزر)
خاتمة حول إسهامات العلماء العرب والمسلمين في نظريات وتطبيقات ظاهرة مد وجزر البحار
قائمة المصادر والمراجع
مقدمة
الباب الأول: الدراسات العملية
1 - نظرة الحضارات القديمة إلى ظاهرة المد والجزر
2 - ملاحظة ظاهرة المد والجزر في البحار والأنهار عند العرب
3 - تفسير ظاهرة المد والجزر عند العلماء العرب والمسلمين
4 - تفسير ظاهرة المد والجزر عند الأوربيين
5 - أساليب الاستفادة والوقاية من طاقة المد والجزر
Shafi da ba'a sani ba
الباب الثاني: المخطوطات العلمية المحققة
1 - رسالة في العلة الفاعلة للمد والجزر للكندي
2 - المد والجزر في كتاب المدخل الكبير في علم أحكام النجوم لأبي معشر الفلكي
3 - كتاب وري الزند بالجزر والمد (يتيمة العصر في المد والجزر)
خاتمة حول إسهامات العلماء العرب والمسلمين في نظريات وتطبيقات ظاهرة مد وجزر البحار
قائمة المصادر والمراجع
ظاهرة مد وجزر البحار في التراث العلمي العربي
ظاهرة مد وجزر البحار في التراث العلمي العربي
مراحل تطور النظريات العلمية التي تفسر ظاهرة المد والجزر في البحار وإسهامات العلماء العرب والمسلمين فيها مع تحقيق مجموعة من المخطوطات العربية المتعلقة بالموضوع
تأليف
Shafi da ba'a sani ba
سائر بصمه جي
مقدمة
تندرج ظاهرة المد والجزر
Tides
في البحار تحت راية علم المحيطات الفيزيائي
. وتعبر هذه الظاهرة الطبيعية عن التفاعل بين جاذبية الأرض والقمر والشمس.
وهي من الظواهر التي رصدها الإنسان وسجل تغيراتها منذ أن سكن بجوار شواطئ البحار. وقد اهتم بتفسير هذه الظاهرة الكثير من الحضارات القديمة، كما كانت محط أنظار وأفكار العلماء العرب والمسلمين. إلا أن ما يميز دراسة العلماء العرب والمسلمين للظاهرة أنها كانت تمتد في إطار الحقل الهيدروغرافي ، بحيث إنها تشمل الأنهار والبحار. وهذا ما جعلنا نفرد فصلا خاصا بأرصادهم للمد والجزر في البحار والمحيطات والأنهار.
في الحقيقة إن ما دفعني وشجعني للاهتمام والبحث في هذا الموضوع هو ما عثرت عليه من مجموعة المخطوطات
1
كان من شأنها أن تساعدنا على القيام بمشروع تخصصي من هذا النوع، وقد وجدت أن للمادة من الغنى ما يمكننا من إفراد كتاب كامل عن تاريخ دراسة هذه الظاهرة وكيف تم تفسيرها عبر كل الحضارات، مع التركيز الشديد على ما قدمه العلماء العرب والمسلمون من نظريات وأفكار وإسهامات جديدة تستحق الوقوف عليها وإبرازها.
Shafi da ba'a sani ba
قبل الشروع بالعمل كان يتوجب علينا القيام بخطوة بحثية بديهية لا بد منها، وهي تفحص كل الدراسات العربية والأجنبية السابقة في هذا الموضوع، فرجعنا إلى أضخم وأفضل مرجع في ذلك وهي سلسلة «الجغرافية الإسلامية» التي أصدرها مؤرخ العلوم فؤاد سزكين وهي تتألف من 259 مجلدا، حيث إنه حصر فيها كل ما نشر من دراسات وأبحاث ومخطوطات محققة وغير محققة عن الجغرافيا الإسلامية الوصفية على مدى 300 سنة، أي منذ القرن 18م وحتى نهاية القرن 20م. وبعد إجراء مسح شامل لها وللمئات من المصادر (المخطوط منها والمطبوع) والدراسات والمراجع العربية المتعلقة بعلوم البحار والجغرافيا والملاحة البحرية وتاريخها، لم نعثر على أي دراسة أو بحث عربي أو أجنبي درس موضوع المد والجزر في البحار في التراث العلمي العربي والإسلامي حتى وقت كتابتنا لهذا العمل. الأمر الذي أكسبنا زخما إضافيا للمضي قدما في هذا المشروع.
لذلك تكمن أهمية هذا العمل في أنه يسلط الضوء - ربما لأول مرة - على النظريات العلمية العربية التي تفسر ظاهرة المد والجزر في البحار والأنهار، وكيف كان العرب من أوائل الحضارات التي استفادت وسخرت طاقة المد والجزر، والأماكن التي كانت تحدث فيها هذه الظاهرة.
كما أن العمل يعرف القراء بكل ما وصلنا إليه من مخطوطات علمية عربية مخصصة لمعالجة هذا الموضوع. وبالتالي فإنه يؤسس لقاعدة تاريخية علمية عربية يمكن للباحثين في المستقبل الارتكاز عليها لدى دراسة تاريخ السواحل في البلاد العربية والإسلامية ، ومدى تأثرها بظاهرة المد والجزر خلال 1500 سنة.
ينقسم العمل إلى بابين؛ حيث إننا تناولنا في الباب الأول الدراسات العلمية لظاهرة المد والجزر ومحاولات تفسيرها والاستفادة منها منذ أقدم العصور وحتى نهاية القرن 19م، ويركز الباب الثاني على تحقيق المخطوطات التي وصلتنا وفق أصول التحقيق.
يمثل هذا العمل الجزء الثالث
2
من مشروع الموضوعات العلمية المتخصصة التي سنقوم بمعالجتها في التراث العلمي العربي، والتي ندرس ونحقق ونكشف من خلالها ما قدمه العلماء العرب والمسلمون من أعمال علمية متخصصة في جانب علمي محدد كانت غائبة عنا لزمن طويل.
والله الموفق.
الدكتور سائر بصمه جي
حلب، 2020م
Shafi da ba'a sani ba
الباب الأول
الدراسات العملية
الفصل الأول
نظرة الحضارات القديمة إلى ظاهرة المد والجزر
مقدمة
يتمثل أحد أسرار الفيزياء في أن أي كتلة تدور حول نفسها مثل القمر أو الأرض أو الشمس تولد جاذبيتها الخاصة بها. وكلما كانت الكتلة أكبر كانت الجاذبية أقوى. وما اكتشفه إسحاق نيوتن (توفي 1727م)
I. Newton
أنه في حين تجذب قوة الجاذبية الكتل الأخرى، فإن هذه القوة تضمحل بسرعة مع اتساع المسافة. وهكذا كلما كانت الكتل أقرب من بعضها كان تأثيرها أقوى. وبناء عليه، يوجد تأثير ثلاثي متبادل بين القمر والأرض والشمس. بداية، وفي حين تدور الأرض في أثناء اليوم، تجعلها جاذبية القمر، مع ضعفها نوعا ما، تنتفخ منجذبة نحوه بنحو 2-3 سنتمترات. وليس لهذا أي تأثير ملحوظ على اليابسة، وإنما له تأثير كبير على المحيطات، وهو ما ينشأ عنه ظاهرة المد والجزر. وعندما تمر الأرض بحيث تكون تحت تأثير قوة شد القمر الجاذبة، يسحب القمر باتجاهه أي كتلة كبيرة من الماء. يظهر هذا الانتفاخ على الجانب المواجه للقمر، والجانب البعيد المقابل له على الأرض. وبينما تدور الأرض يستمر هذا الانتفاخ تحت القمر، ويولد مدا عاليا. في المقابل فإن كتلة الماء المتعامدة مع الجذب القمري المباشر تنخفض وبالتالي بعد الانتفاخ، تعود مستويات البحر إلى الانخفاض فيحدث الجزر. وهكذا يتغير مستوى البحر كل اثنتي عشرة ساعة أو نحو ذلك، ومع انتقال الانتفاخين حول الكرة الأرضية يحدث مد تام كل 12 ساعة و25 دقيقة. ويقدم المدار المتغير للقمر توقيت حدوث كل مد عال بنحو 50 دقيقة كل يوم. ولحقل جاذبية الشمس أيضا دور، ولكن نظرا لبعدها الكبير عنا فإن تأثيرها أضعف من تأثير القمر. مع ذلك، عندما يكون القمر والشمس مصطفين على خط مستقيم، وهو ما يحدث مرتين شهريا (في طوري الهلال والبدر) تولد قوة جذبهما المشتركة مدا عاليا جدا يطلق عليه اسم المد الربيعي
Spring tide . وعندما يحدث العكس أي عندما يكون القمر والشمس على طول ضلعي زاوية قائمة نحصل على جزر منخفض جدا، أو جزر محاقي
Neap tide ، خلال تربيع القمر. وقد تمحورت العديد من الأحداث التاريخية بالغة الأهمية حول مواقيت المد والجزر، خصوصا في فترات ازدهار السفن الشراعية. ومن الأمثلة على ذلك مطاردة البحرية الإنكليزية للأرمادا أو الأسطول الإسباني في سنة 1588م وتدميره بإرسال سفن مشتعلة مع المد. كما أن المد الربيعي يكون في أعلى مستوى له في الحضيض القمري، ويقال إنه ساهم في غرق سفينة تايتانيك في سنة 1912م. فقبل بضعة شهور من اصطدام تايتانيك بجبل جليدي، أدى مد ربيعي عال بصورة استثنائية إلى انفصال جبال جليدية هائلة عن جزيرة جرينلاند. وفي الأحوال العادية، لا يشكل مثل هذا الجبل الجليدي الهائل خطرا على السفن العابرة؛ لأنه يكون قد ذاب قبل أن يطفو منجرفا نحو الجنوب ويصل إلى خط العرض الذي حصل فيه الاصطدام الشهير.
Shafi da ba'a sani ba
1
بينما يدور القمر حول الأرض، تشد جاذبيته مياه المحيط؛ فينشأ «انتفاخ». لكن حركة القمر تجعل الأرض تتحرك في الفضاء أيضا؛ فتنطلق المياه بعيدا عن القمر لتنتج انتفاخا آخر من المد والجزر. وعندما تدور الأرض، تتحرك سواحلها من وإلى خارج المد والجزر، مما يتسبب في ارتفاع المد والجزر. (مصدر الصورة والتعليق:
Woodward, John, Oceans, DK Eyewitness Books, New York, 2008, p. 48 .)
عندما يدور القمر حول الأرض، يتحرك تماشيا مع الشمس مرتين في الشهر عندما يكون بدرا وهلالا. وعندما يتم محاذاة الشمس والقمر على هذا النحو، فإن جاذبيتهما مجتمعة تسبب المد والجزر العالي كل أسبوعين. في الأسابيع الممتدة بين البدر والهلال، تعوض جاذبية الشمس بجاذبية القمر، وتقلل من تأثير انتفاخ المد والجزر وتتسبب في حدوث مد وجزر أقل) مصدر الصورة والتعليق:
Woodward, John, Oceans, p. 48 .)
إذن يوجد لدينا نوعان من المد والجزر:
العالي أو الربيعي: وهو يحدث عندما يكون القمر والأرض والشمس على خط واحد؛ بحيث يتزامن حدوث المد والجزر بسبب الشمس والقمر معا؛ الأمر الذي يجعل المد والجزر أعلى من المتوسط أو أدنى منه. وهو يحدث في أثناء الهلال أو البدر.
2
المنخفض أو المحاقي: وهو يحدث عندما يكون القمر في منتصف الطريق بين الهلال والبدر في كلا الاتجاهين. ويكون جذب القمر والشمس متعامدين؛ لذلك لا يتداخل المد والجزر الشمسي والقمري. وهذا لا يجعل المد مرتفعا ولا الجزر منخفضا.
3
Shafi da ba'a sani ba
ونظرا لكون قوة الجاذبية تضعف بالبعد، فإن حركة المد والجزر تكون أقوى في المحيط الهادئ عندما يكون القمر فوق هاواي مباشرة عنها عندما ينعطف القمر بعيدا ليصبح فوق المحيط الأطلسي.
4
كما أن احتكاك المد والجزر يؤدي إلى زيادة طول اليوم بنسبة 0,001 ثانية في كل قرن من الزمن.
5
بعد هذه المقدمة العلمية المبسطة التي قصدنا التوسع فيها لنكون على دراية بالنصوص العلمية التاريخية التي سترد معنا، وحتى ندرك الحالات التي تناولتها كل حضارة من الحضارات السابقة.
إذ منذ أقدم الحضارات حاول الكثير من الناس معرفة سبب هذه الظاهرة، فمنهم من ربطها بالقمر وحده، ومنهم من ربطها بالرياح، ومنهم من ربطها بالشمس، ومنهم من ربطها بأفعال الآلهة المصطنعة، ومنهم من كان يعتقد بوجود مخلوقات هائلة الحجم والضخامة كالحيتان تتسبب بهذه الظاهرة. (1) المبحث الأول: عصر الميغاليث
يشير مصطلح الميغاليث أو الجندل
Megalith
إلى أي صخر كبير أو حجارة ضخمة شكلت ووضعت على هيئة صروح وأوابد حجرية منتصبة يصل وزن أكبرها إلى أكثر من 20 طنا.
6
Shafi da ba'a sani ba
وقد أنشئت معظم الميغاليثات المعروفة بين فترة العصر الحجري الحديث والعصر البرونزي، ويعود أقدم ميغاليث إلى سنة 9500ق.م.
7
يوجد دليل، لكنه ذو طبيعة جدلية، بأن الناس الذين شيدوا الميغاليث قرب الشطآن الغربية لأوروبا حوالي 2500-1000 قبل الميلاد كانوا يختارون المواقع التي تشرق وتغيب الشمس والقمر منها، بحيث يمكن ملاحظتهما أمام علامات الحدود على الأفق. مثل هذه الملاحظات يمكن، من المفترض أنها خولت «المطلعين» في عصر الأحجار الضخمة أن يحافظوا على مسار الفصول وأن يلاحظوا تفاوتات مدار القمر، من ضمنها الأحوال والظروف التي تؤدي إلى حالات الخسوف القمرية. واقترح بأن التنبؤ بحدوث المدود ربما يكون أحد الحوافز للقيام بالأرصاد اليومية، حيث إن الكثير من المراصد القمرية المفترضة تكون واقعة قريبا من البحار التي مدودها خطرة جدا بالنسبة للملاحة. لكن الباحث سيبتيس
Scepties
شكك بهذا الاقتراح، على أساس أن المواقع الأفقية (المساوية إلى الميول) تقدم معلومات غير كافية «بحد ذاتها» من أجل التنبؤ بحدوث المد، وقلة من العلماء الآن يقبلون بهذه النظرية. أمام مشهد مكاني، يمكن للمرء أن يقول إن التنبؤ بحدوث الاعتدالين والانقلابين وثيق الصلة بالمد والجزر، حيث قام المراقبون المتدربون بتقييم دقيق أكثر لطور القمر وزمن الانتقال في بحار متوسطة. بالإضافة إلى هذا، إذا استطاعوا إدراك «معدل تغير» طور أو التغير في القطر الظاهر، والإشارة إلى اقتراب الحضيض القمري، فإن هذا سيعود بمنفعة متميزة لهم ليعرفوا كيف يستخدمونه. على أي حال، فإن الغياب الكامل لأي سجل مدون واضح، يبقي مثل هذه الأفكار مجرد خيال محض.
8 (2) المبحث الثاني: البابليون
رصد البابليون ظاهرة المد والجزر؛ ونظرا لعظم تأثير هذه الظاهرة في حياتهم فقد خصصوا لها الآلهة عشتار لتكون مسئولة عنها.
9
وقد ذكر الباحث واليس بودج
W. Budge
Shafi da ba'a sani ba
في كتابه «الحياة والتاريخ عند البابليين»، أنه عثر على لوح بابلي في عام 1883م، فيه سرد لمنافسة بين شيطان البحر العظيم تيامات
Tiamat
ومردوخ
Merodach
إله الحياة والنور، المفهوم الأسطوري، كما هو مذكور في النص، للصراع بين النور والظلام، والذي يعتقد أنه إشارة مبكرة إلى المد والجزر. إذ جاء في النص: أنه «بينما كانت المعركة مستمرة، من الواضح أن تيامات منع المد والجزر من التدفق، ثم قام مردوخ بتصحيحه.»
10
وقد وصلنا عن سلوقوس الكلداني أو البابلي (توفي 283ق.م)
Seleucus Chaldean
أنه اكتشف عدم تساوي المد واختلافه بين يوم ويوم آخر (المد الأعلى والمد الأدنى)، وذلك عندما كان يراقب الخليج العربي ونسب ذلك كله إلى موقع القمر من منطقة البروج.
11
Shafi da ba'a sani ba
وبشكل أكثر تحديدا فإن سبب الظاهرة هو الهواء الكائن بين الأرض والقمر، حيث يتحول بعكس الاتجاه بسبب الدوران المضاد لجرمي العالم، فيصطدم بالمحيط ويؤدي إلى تلك الحركات.
12
ويروي الجغرافي اليوناني سترابو (توفي 25 للميلاد)
Strabon
أن سلوقوس قد لاحظ أيضا التفاوتات الدورية في حركات المد والجزر في البحر الأحمر وقد نسب سبب ذلك إلى منازل القمر في منطقة البروج. وحاول أن يفسر حدوث هذه التفاوتات بفرضية وجود مقاومة يخضع لها القمر جراء دوران الغلاف الجوي للأرض بسبب حركته اليومية.
13
وقد يكون هذا - طبقا للتحليل المدي الحديث - إحدى مناطق المحيط القليلة التي تكون فيها الفترة اليومية غير متساوية نسبيا.
14
كما رصد سلوقوس المد والجزر أيضا من فينيسيا إلى ساحل المحيط الأطلسي في إسبانيا.
15 (3) المبحث الثالث: الهنود
Shafi da ba'a sani ba
زودنا البيروني (توفي 440ه/1047م) بكيفية تفكير الهنود بظاهرة المد والجزر، وكيف كانوا يفسرونها بطريقة أسطورية.
قال البيروني: «أما في سبب بقاء ماء البحر على حاله فقد قيل في «مج بران»: إن ستة عشر جبلا كانت في القديم ذوات أجنحة تطير بها وترتفع فأحرقها شعاع «إندر» الرئيس حتى سقطت حول البحر مقصوصة الأجنحة في كل جهة أربعة؛ فالشرقية «رشبه، بلاهك، جكر، ميناك» والشمالية «جندر، كنك، درون، سمه» والغربية «بكر، بدهر، نارذ، برنت» والجنوبية «جيمود، دراون، ميناك، بهاشير»، وفيما بين الثالث والرابع من الجبال الشرقية نار «سمرتك» التي تشرب ماء البحر، ولولا ذلك لامتلأ بدوام انصباب الأنهار إليه، قالوا: وهي نار ملك كان لهم يسمى «أورب» وهو أنه ورث الملك من أبيه وقد قتل وهو جنين، فلما ولد وترعرع وسمع خبر أبيه غضب على الملائكة وجرد سيفه لقتلهم بسبب إهمالهم حفظ العالم مع عبادة الناس إياهم وتقربهم إليه؛ فتضرعوا إليه واستعطفوه حتى أمسك، وقال لهم: فماذا أصنع بنار غضبي؟ فأشاروا عليه بإلقائها في البحر، وهي التي تتشرب مياهه، وقالوا أيضا: إن ماء الأنهار لا يزيد في البحار من أجل أن إندر الرئيس يأخذها بالسحابة ويرسلها أمطارا.»
16
وقد عثر لاحقا على نصوص هندية مختلفة ذات أصول دينية تبين اعترافات لتأثير القمر على حالتي المد والجزر؛ ففي وثيقة بورانا
المكتوبة باللغة السنسكريتية بين (300-400 قبل الميلاد) كانت تشبه المحيط «كأنه ماء في مرجل يتمدد تحت تأثير ارتفاع الحرارة؛ لذا فإن مياه المحيطات تنتفخ مع ازدياد القمر.» كما أننا سنجد تفسيرات عن ظاهرة المد والجزر التي تشتمل على «الخفقان» أو «التنفس» الذي يقوم به إله البحر الهائل في بعض النصوص الهندية والشرقية.
17 (4) المبحث الرابع: الصينيون
اقترح بعض الصينيين سببين للمد والجزر: الأول أن الماء هو دم الأرض، وأن المد والجزر هو إيقاع نبضه، والثاني أن المد والجزر ناتج عن تنفس الأرض. وقد قدم كو هونغ (توفي 343م)
Ko Hung ، وهو باحث من أسرة جين الشرقية، شرحا غامضا إلى حد ما لموجات المد والجزر. يقول إن السماء تتحرك كل شهر شرقا ثم غربا، وبالتالي يكون المد والجزر أكبر وأصغر بالتناوب. يقال إن المد والجزر في فصل الصيف أعلى من المد والجزر في فصل الشتاء؛ لأنه في الصيف تكون الشمس أبعد في الجنوب والسماء 15000 ليال (5000 ميل)، وبالتالي في الصيف، يكون المبدأ الأنثوي أو السلبي في الطبيعة ضعيفا، والذكر أو المبدأ الإيجابي قويا. في الصين، تظهر عدم المساواة النهارية في فصل الصيف؛ لأن المد يرتفع في النهار أكثر من الليل، في حين أن العكس صحيح في فصل الشتاء؛ لذلك فإن هذه الحقيقة توفر مبررا للقول بأن المد في الصيف قوي.
18
وقد كرس مؤرخ العلوم الصينية جوزيف نيدهام
Shafi da ba'a sani ba
J. Needham
إحدى عشرة صفحة لتفسيرات ارتبطت بمدود البحر في المؤلفات الصينية القديمة. ومن الواضح من الكتابات الأولى التي استشهد بها نيدهام أن الصينيين أدركوا وجود علاقة مع القمر منذ ما قبل الميلاد، كما كان عليه الحال في اليونان. وهناك كثير من التفسيرات المكتوبة عن ذلك الشأن والتي تركز على ارتفاع المد المدهش في نهر تشين-تانغ
Chhien-Thang
قرب هانغشو
Hangchow ، والتي، حسب الأسطورة، كان سببها روح كاهن مجرم ظالم معين يسمى وو تسو هسو
Wu Tsu-Hso ، حيث تم إلقاء جثمانه في النهر. لكن نيدهام، يتبع الباحث ريفيد مول
R. Moule ، ويقتبس عن وانغ تشهونغ
Wang Chhung ، الشكاك المعروف في القرن الأول للميلاد، الذي يستنتج بعبارات وثيقة الصلة: «أخيرا فإن ارتفاع الموج يتبع ظهور محاق القمر، إنه أصغر وأكبر، وأكثر كمالا أو أقل، ليس الشيء عينه مطلقا. إذا صنع وو تسو هسو الموجات، فإن غيظه لا بد وأن يكون محكوما بأطوار القمر.»
19
من العصر الأول لرصد ارتفاع المد ركز الانتباه على انتظام «حالتي المد والجزر الربيعي»، سواء مع اكتمال وتغير القمر، أو تفاوتها الموسمي في قوتها. وكانت التجربة مختلفة عن المدود اليومية التي تظهر في أوروبا وعلى سواحل الصين. يستشهد كل من مول ونيدهام بالإنشاء في القرن الأول للميلاد لجدران البحر المرتفعة لتحمي وادي النهر من الفيضانات التي يسببها ارتفاع المد. على أي حال، لم يكن لدى الصينيين ما يكافئ الفلاسفة الطبيعيين الأوربيين اللاحقين. بحلول القرن الثامن عشر، كان لم يزل الكتاب الصينيون يناقشون الأساطير الخارقة للطبيعة في تفسير أحوال المد والجزر، وفي الوقت ذاته، كان البحارة الصينيون لا يزالون يربطون بشكل واضح أحوال المد والجزر بالطور القمري بحكم التجربة. وعند هذه النقطة الأخيرة، يمكننا القول بأنه في كل الأوقات والبلدان كان يوجد انقسام في فهم أحوال المد والجزر بين الفلاسفة والبحارة العمليين. حتى في القرن العشرين وفي إنكلترا، قررت الكاتبة هيلاري بيلوك
Shafi da ba'a sani ba
H. Belloc ، أنه ليس هناك عالم نظري بحد ذاته بل بحار هاو متحمس، وكتبت: «عندما يكون [المنظرون] في منصب الأساقفة يتكلمون عن المد والجزر، فهذا ليس بالضرر الكبير؛ لأن البحار لا يأبه بأي شكل إلى نظرياتهم بل يمضي بمعرفة حقيقية.» من المحتمل أن سخرية بيلوك فيها صفاقة لكنها تعبر عن عدم وجود ثقة حقيقية وعميقة بين البحارة والمنظرين، وكان من الصعوبة بمكان أن يكون بينهما صلة.
20 (5) المبحث الخامس: اليونانيون
اعتقد اليونانيون القدماء أن تأثير القمر كان يقابل ويتعارض مع تأثير الشمس التي من خواصها التجفيف والتيبيس، وبشكل عام، امتصاص الماء. على النقيض من ذلك، ارتبط القمر بالماء والرطوبة وهطول المطر. كما وجدوا أنه في الليالي الصافية يضفي البدر وضياؤه شعورا بالبرودة والرطوبة والانتعاش على هواء ليل البحر الأبيض المتوسط، ويترك كمية وفيرة من الندى في الصباح الباكر (في الواقع؛ لأن درجات حرارة الهواء تكون عادة أدنى تحت السماء الصافية). وقد افترض اليونانيون القدماء أن القمر يؤثر أيضا على تدفق سوائل الجسم، مثل الدم والسائل الشوكي المحيط بالدماغ. ومن المفارقات أن اليونانيين لم يقيموا صلة بين القمر والمد والجزر، ويحتمل أن ذلك عائد إلى صغر المدى المدي للبحر الأبيض المتوسط.
21
ولعل هذا يفسر لنا لماذا ذهل جنود الإسكندر الأكبر المقدوني (توفي 323ق.م)
Alexander
من مشهد المد والجزر عندما بلغوا المحيط الهندي الذي شاهدوه لأول مرة.
22 (5-1) هيرودوت (القرن 5ق.م)
يقول هيرودوت (توفي 428ق.م)
Herodotus
Shafi da ba'a sani ba
في إشارة إلى خليج أو فرع معين من بحر العيد، (وهو يجزر ويتدفق يوميا) كان هذا هو الوصف الوحيد الذي ذكره عن المد والجزر بشكل صحيح، ولكنه لا يقول شيئا عن سبب حدوث ذلك. فقد كان يصف بذلك الفائض السنوي لنهر النيل: «فيما يتعلق بطبيعة هذا النهر، لم أتمكن من الحصول على أية معلومات، سواء من الكهنة أو أي شخص آخر. ومع ذلك، كنت أرغب في أن أتعلم منهم لماذا النيل، ابتداء من الانقلاب الصيفي، يملأ ويفيض في مائة يوم، وعندما يكمل هذا العدد تقريبا من الأيام، ينقص تدفقه، ويتراجع، بحيث يستمر منخفضا طوال فصل الشتاء، حتى عودة الانقلاب الصيفي.» يقدم هيرودوت بعد ذلك العديد من الآراء التي طورها الآخرون لشرح هذه الخاصية في نهر النيل، ويتبعها بشرح من جانبه، يرقى إلى عزو المراحل المنخفضة خلال فصل الشتاء إلى التبخر الناجم عن الشمس فوق ليبيا.
23 (5-2) أفلاطون (القرن 4ق.م)
مع أن أفلاطون (توفي 348ق.م)، اشترك مع معظم الفلاسفة اليونانيين بالاعتقاد أن الأرض حيوان، إلا أنه لا يعزو ارتفاع وانخفاض المياه إلى نفسها، بل إلى تذبذبات السائل الموجود داخل الأرض. والغريب أن الجغرافي والرياضياتي الفرنسي جورج فورنييه (توفي 1652م)
G. Fournier ، في كتابه الهيدروغرافيا (1643م)، لم يكن يعتبر أن هذه الفرضية الأخيرة غير قابلة للتطبيق نهائيا.
24 (5-3) أرسطو (القرن 4ق.م)
تخبط أرسطو (توفي 322ق.م)
Aristotle
في آرائه حول سبب ظاهرة المد والجزر في البحار؛ فتارة يعتقد أن سببها الرياح التي تولدها الشمس،
25
وتارة يعتقد أن سببها الصخور، حيث قال بوسيدونوس الرودسي (توفي حوالي 51ق.م)
Shafi da ba'a sani ba
إن أرسطو يعزو مد وجزر البحر في (قادس) إلى التكوين الصخري للساحل هناك، وقد وجد أن هذا الكلام محض هراء، خصوصا وأن ساحل إسبانيا مستو ورملي وليس صخريا.
26
ورد موضوع المد والجزر في كتاب أرسطو عن «الآثار العلوية» أو ما يصطلح عليه الآن «الأرصاد الجوية» ضمن موضوع الزلازل، معتبرا إياه مجرد وسيلة مقارنة. وقد استمر تأثير رأي أرسطو حتى القرن 11م؛ ليعاد معالجته على أساس أن المد والجزر من الظواهر البحرية.
27
وقيل إنه كان يشعر بالحيرة الشديدة بسبب عجزه عن فهم ما يسمى مد مضيق يوريبوس
Euripus Strait ، حيث توجد تيارات مدية محلية طويلة معروفة في المضيق بين البر الرئيس لليونان وجزيرة يوبيا
Euboea . لقد كان المد والجزر غير منتظم جدا بالمعنى الذي استخدمه سلوقوس الكلداني فقد كان اضطراب تواتره المحلي في فترات غير المد والجزر ناجما عن الطقس.
28
المقتطف الآتي مأخوذ من الفصل الرابع من الرسالة المنسوبة إليه (حول الكون) والموجهة إلى الإسكندر الأكبر المقدوني. وهي تشير إلى أن المد والجزر يحدث مرتين. وتذكر أن المد والجزر الكبير يوجد في شمال أوروبا، وأنه أكبر في البحر الكبير منه في البحر الصغير. وتشير إلى تواتر المد والجزر وعلاقته بحركة القمر، ولكن كما لو كان من خلال الإشاعات المنتشرة في وقته، وليس من قبيل الاستنتاج. بشكل عام تتعارض هذه المعلومات مع ما هو مؤكد من تخبط أرسطو في تفسيره لظاهرة المد والجزر؛ ولذلك يتبين أن الرسالة منسوبة إليه وليست من أعماله وأقواله.
قال أرسطو (الزائف): «توجد أشياء مماثلة لتلك الموجودة في البحر أيضا؛ لأنه في كثير من الأحيان تتشكل الفجوات في الماء عن طريق الأمواج المتراجعة، وتتقدم الأمواج القادمة، وأحيانا تتراجع مرة أخرى وأحيانا تتسارع بشكل مستقيم للأمام ... وغالبا ما توجد أيضا ثورات بركانية ملتهبة في البحر، وتتدفق النوافير، وتفتح أفواه الأنهار ، وتنبعث الأشجار، وتنشأ دوامات وفيضانات، تقابل تلك التي تصاحب الريح في كثير من الأحيان؛ البعض في عرض البحر العميق، والبعض الآخر في المضائق والخلجان. ويقال إن العديد من الانقلابات والانحسارات في البحر تأتي دائما مع القمر وفي أوقات محددة. باختصار، بما أن العناصر متداخلة مع بعضها بعضا؛ فهناك، على نحو مشابه، الهواء والأرض والبحر، وصلات مماثلة قد تؤدي إلى إنشاء وتدمير بعض الخصائص [لكل مادة] أو قد تحافظ عليها بطريقة غير متغيرة.»
Shafi da ba'a sani ba
29
نخلص مما سبق أن أرسطو قد فشل في التعرف على أي نمط إيقاعي سببي بسيط يربط بين حركة المد والجزر وجاذبية القمر والشمس. (5-4) بيثياس المسيلي (القرن 3ق.م)
يعتقد أن الرحالة والتاجر بيثياس المسيلي (توفي 285ق.م)
أول من اقترح أن سبب ظاهرة المد والجزر هو علة كونية أو شروق وغروب القمر.
30
ويعود السبب في توقعه ذلك إلى رحلاته البحرية خارج البحر المتوسط؛ لأن حركة المد والجزر داخل المتوسط ضئيلة لا تلفت الانتباه. أما على شواطئ المحيط الأطلسي فإن المد يرتفع بشكل واضح للعيان. ولما كان الأقدمون يخضعون القمر لمراقبتهم اليومية؛ فليس من المستبعد أنهم لاحظوا وجود علاقة بين المد والدورة القمرية.
31
يمكن اعتبار هذا التأكيد على وجود علاقة من نوع ما بين القمر وحركة المد والجزر نقطة الانطلاق في أبحاث المد؛ فقد تم نشره في كتاب بيثياس (حول المحيط)، وهو الآن مفقود لكن اقتبس منه المؤلفون القدماء. لم يكتشف بيثياس فقط أنه كان يوجد مدان عاليان بكل يوم قمري، بل وجد أيضا أن النطاق الواسع اعتمد على أطوار القمر.
32
ويقال إنه أول من قاس ارتفاعات المد.
Shafi da ba'a sani ba
33
إذ وفقا لبليني فإن بيثياس لاحظ مدا مجاله 80 كوبتات (أكثر من 3 كيلومترات) في الرحلة التي قام بها إلى بريطانيا في عام 325ق.م تقريبا. وربما يكون مبالغا في هذا التقدير كثيرا، سواء من بليني أو بيثياس، حيث إن مجالات المد تكون في بحر الشمال بحدود 1,5 متر.
34 (5-5) ديكايارخوس (القرن 3ق.م)
ربما يكون ديكايارخوس المسيني (توفي 290ق.م)
Dicaearchus
أول من تنبه إلى أن حركات المد والجزر لا تتأثر بالقمر وحده، وإنما بالشمس أيضا.
35 (5-6) إيراتوسثينس (القرن 2ق.م)
لم يشك إيراتوسثينس (توفي 194ق.م)
Eratosthenes
لحظة أن المحيطات عبارة عن كتلة واحدة،
Shafi da ba'a sani ba
36
من ناحية اتصالها ببعضها بعضا، وأن العالم المأهول (في عصره أوربا وآسيا وإفريقيا) ما هو إلا جزيرة واحدة. وأشار إلى تشابه المد والجزر في المحيطين؛ الهندي والأطلسي.
37
وقد فسر ظاهرة المد والجزر مثل بيثياس أن سببها هو القمر.
38
ووفقا للكتابات عن المد والجزر التي نسبها إليه سترابو. فإن هذه المدود «شاذة» لدرجة كبيرة حسب المفهوم الذي استخدمه سلوقوس، وهي موزعة بتوترات محلية في الفترة غير المدية التي استحثها الطقس.
39
ويعتقد إيراتوسثينس أن تيارات المد والجزر تحدث في البحر الأبيض المتوسط بسبب اختلاف في المستوى في النقاط المجاورة.
40 (5-7) بوسيدونوس (القرن 1ق.م)
عندما توجه بوسيدونوس الرودسي إلى (قادس) في إسبانيا، حيث أقام مدة شهر كامل هناك، لاحظ التيارات المائية في المحيط الأطلسي وحركة المد والجزر فيه، وقد عزا الظاهرة إلى وجود تأثير مشترك للشمس والقمر.
Shafi da ba'a sani ba
41
كما وجد أن دورات المد والجزر السنوية متزامنة مع الاعتدالين والانقلابين. ولكنه عندما بحث عن سبب ذلك عاد مرة أخرى إلى نظرية الريح التي وضعها أرسطو.
42
كما انطلق بوسيدونوس من فكرة التعاطف الكوني ليقدم لنا - ربما - أول تفسير لحركة المد والجزر من خلال ربطها بأطوار القمر.
43
حيث كتب لفكرة التعاطف الكوني أن تظهر مرة أخرى لدى بعض الفلاسفة الطبيعيين في عصر النهضة، الذين يؤمنون بأن الأجسام يمكن أن تؤثر على بعضها بعضا عن بعد، عن طريق قوى سحرية من التعاطف، أو التجاذب، أو التنافر. نجد ذلك في قول مارسيلو فيشنو (توفي 1499م)
M. Ficino
في شرحه لكتاب «المأدبة» لأفلاطون: «كل قوة السحر تنطوي على الحب، إن عمل السحر هو انجذاب شيء إلى آخر بفضل تعاطفهما الطبيعي. إن أجزاء العالم تشبه أعضاء الحيوان، موحدة فيما بينها في طبيعة واحدة. ومن علاقاتها المشتركة يولد حب مشترك ومن هذا الحب يولد تجاذب مشترك، وهذا هو السحر الحقيقي. وهكذا؛ [فإن] حجر المغناطيس يجذب الحديد ، والعنبر يجذب القش، والكبريت يجذب النار، والشمس تسحب الأوراق والأزهار باتجاهها، والقمر يجتذب البحار.»
44
أي يوجد مواد تجذب إليها الحرارة فتتأثر بها، ويوجد مواد أخرى لا تتأثر بالحرارة وتنفعل بها، كما أنه يوجد مواد لا تتأثر بالمغناطيس وتنفعل به.
Shafi da ba'a sani ba