Zahirat Madd Wa Jazr Bihar

Sair Basmaji d. 1450 AH
177

Zahirat Madd Wa Jazr Bihar

ظاهرة مد وجزر البحار في التراث العلمي العربي: مراحل تطور النظريات العلمية التي تفسر ظاهرة المد والجزر في البحار وإسهامات العلماء العرب والمسلمين فيها مع تحقيق مجموعة من المخطوطات العربية المتعلقة بالموضوع

Nau'ikan

إحداهما:

أن يكون زمان المد الذي كان قبله طويلا فينقص زمان الجزر عن القدر الطبيعي فيطول لذلك زمان الجزر.

والثانية:

أن يكون وقت الجزر رياح عاصفة تستقبل جريته فيطول لذلك زمان الجزر، وإنما يكون ذلك من جهتين: إحداهما أن يكون زمان المد الذي كان قبله طويلا فينقص زمان الجزر عن الحد الطبيعي، والثاني أن يكون في وقت زمان الجزر كثيرا.

فهذه ثماني جهات في طول زمان المد والجزر وقصرهما، وهذه حكومة كلية، وهي أن أقول: إن المد هو الابتداء وهو الذي يفعله القمر بطبيعته، والجزر بعد المد وهو رجوع الماء إلى البحر بطبعه، فإذا طال زمان المد فإنه يقصر زمان الجزر الذي يكون بعده، وإذا قصر زمان المد طال زمان الجزر الذي بعده ، والرياح التي يوافق هبوبها جرية المد والجزر أيهما وافق ذلك فإن تلك الريح تزيد في قوته وفي طول زمانه، والرياح التي تستقبل جرية أيهما كان فإنها تضعفه.

واعلم أن المد إذا بلغ إلى بعض المغايض أو الجزائر أو أرحل البحار فربما رجع بعد الجزر ماء المد كله إلى البحر، وربما رجع بعضه، وربما رجع عند الجزر أكثر من ماء المد الذي كان [قد] خرج من البحر؛ لأن المد إذا بلغ إلى بعض المغايض أو بعض أرحل البحار ولم يحتبس ماء البحار في المواضع التي يصير إليها رجع ماء المد كما هو إلى البحر، فإن احتبس في بعض المواضع منه شيء رجع إلى البحر بعض ماء المد، وإذا كانت تلك المغايض أو بعض أرحل البحار التي يبلغها ماء مد البحر ينصب إليها مياه من أنهار وأودية مختلفة من غير ماء البحر، فإنه يحدث الجزر معه من تلك المياه التي انصبت في تلك المواضع، فيكون ماء ذلك الجزر في ذلك الوقت أكثر وأقوى وأغلب من ماء المد. (4-4) الفصل السابع في أن القمر هو على المد والجزر والرد على من خالف ذلك

إن قوما أنكروا أن يكون القمر وطلوعه ومغيبه وبلوغه المواضع التي ذكرناها هو علة المد والجزر، وقالوا إن من طبع البحر أن يتنفس من ذاته، فإذا تنفس البحر كان المد، وإذا لم يتنفس كان الجزر، وسواء في ذلك طلوع القمر ومغيبه، وليس القمر علة لهما. وقالوا أيضا لو

31

كان القمر علة المد والجزر كان يجب أن تكون الأودية والأنهار والعيون تمد وتجزر، واحتججنا على من زعم ذلك بأربع حجج:

أحدها:

Shafi da ba'a sani ba