Zahirat Madd Wa Jazr Bihar
ظاهرة مد وجزر البحار في التراث العلمي العربي: مراحل تطور النظريات العلمية التي تفسر ظاهرة المد والجزر في البحار وإسهامات العلماء العرب والمسلمين فيها مع تحقيق مجموعة من المخطوطات العربية المتعلقة بالموضوع
Nau'ikan
إن أرسطو يعزو مد وجزر البحر في (قادس) إلى التكوين الصخري للساحل هناك، وقد وجد أن هذا الكلام محض هراء، خصوصا وأن ساحل إسبانيا مستو ورملي وليس صخريا.
26
ورد موضوع المد والجزر في كتاب أرسطو عن «الآثار العلوية» أو ما يصطلح عليه الآن «الأرصاد الجوية» ضمن موضوع الزلازل، معتبرا إياه مجرد وسيلة مقارنة. وقد استمر تأثير رأي أرسطو حتى القرن 11م؛ ليعاد معالجته على أساس أن المد والجزر من الظواهر البحرية.
27
وقيل إنه كان يشعر بالحيرة الشديدة بسبب عجزه عن فهم ما يسمى مد مضيق يوريبوس
Euripus Strait ، حيث توجد تيارات مدية محلية طويلة معروفة في المضيق بين البر الرئيس لليونان وجزيرة يوبيا
Euboea . لقد كان المد والجزر غير منتظم جدا بالمعنى الذي استخدمه سلوقوس الكلداني فقد كان اضطراب تواتره المحلي في فترات غير المد والجزر ناجما عن الطقس.
28
المقتطف الآتي مأخوذ من الفصل الرابع من الرسالة المنسوبة إليه (حول الكون) والموجهة إلى الإسكندر الأكبر المقدوني. وهي تشير إلى أن المد والجزر يحدث مرتين. وتذكر أن المد والجزر الكبير يوجد في شمال أوروبا، وأنه أكبر في البحر الكبير منه في البحر الصغير. وتشير إلى تواتر المد والجزر وعلاقته بحركة القمر، ولكن كما لو كان من خلال الإشاعات المنتشرة في وقته، وليس من قبيل الاستنتاج. بشكل عام تتعارض هذه المعلومات مع ما هو مؤكد من تخبط أرسطو في تفسيره لظاهرة المد والجزر؛ ولذلك يتبين أن الرسالة منسوبة إليه وليست من أعماله وأقواله.
قال أرسطو (الزائف): «توجد أشياء مماثلة لتلك الموجودة في البحر أيضا؛ لأنه في كثير من الأحيان تتشكل الفجوات في الماء عن طريق الأمواج المتراجعة، وتتقدم الأمواج القادمة، وأحيانا تتراجع مرة أخرى وأحيانا تتسارع بشكل مستقيم للأمام ... وغالبا ما توجد أيضا ثورات بركانية ملتهبة في البحر، وتتدفق النوافير، وتفتح أفواه الأنهار ، وتنبعث الأشجار، وتنشأ دوامات وفيضانات، تقابل تلك التي تصاحب الريح في كثير من الأحيان؛ البعض في عرض البحر العميق، والبعض الآخر في المضائق والخلجان. ويقال إن العديد من الانقلابات والانحسارات في البحر تأتي دائما مع القمر وفي أوقات محددة. باختصار، بما أن العناصر متداخلة مع بعضها بعضا؛ فهناك، على نحو مشابه، الهواء والأرض والبحر، وصلات مماثلة قد تؤدي إلى إنشاء وتدمير بعض الخصائص [لكل مادة] أو قد تحافظ عليها بطريقة غير متغيرة.»
Shafi da ba'a sani ba