(ذكرتُ أبا أروى فبت كأنني ... برد الأمورِ الماضياتِ وكيلُ)
(وكلُّ اجتماعٍ من خليلٍ لفرقةٍ ... وكلُّ الذي بعدَ الفراقِ قليلُ)
قالوا: فمعنى البيت: كأنني كفيل برد (٥٧) الأمور.
قال أبو بكر: والذي أختار من هذا مذهب الفراء، وهو أن يكون المعنى: كافينا الله ونعم الكافي، فيكون الذي بعد (٥٨) نعم موافقًا للذي (٥٩) قبلها؛ كما تقول: رازقنا الله ونعم الرازق، وخالقنا الله ونعم الخالق، وراحمنا الله ونعم الراحم، فيكون هذا أحسن في اللفظ من قولك: خالقنا الله ونعم الكفيل. والقولان الآخران غير خارجين عن (٦٠) الصواب.
٤ - وقولهم: لا حولَ وقوةَ إلاّ بالله
\ ٥ \ أ \ -
/ قال أبو بكر: معناه لا حيلة ولا قوة إلا بالله. ويقال: ما للرجل حيلة، وما \ ١٠١ \ - له حول، وما له احتيال، وما له محتال، وما له محالة، وما له محلة، بمعنىً. قال الشاعر (٦١):
(ما للرجال معَ القضاءِ مَحَالةٌ ... ذَهَبَ القضاءُ بحيلةِ الأقوام)
وقال العجاج (٦٢):
(قد أركبُ الحالة بعدَ الحاله ...)
(وأتركُ العاجزَ بالجَدَاله ...)
(مُنْعَفِرًا لَيْسَتْ له مَحالَه ...)
_________
(٥٧) ك: بود.
(٥٨) ر، ك: بعدها.
(٥٩) ك: لما.
(٦٠) ك، ل: من. أمالي القالي: ٢ / ٢٦٨ - ٢٦٩، والسمط: ٩٠٧ - ٩٠٩.
(٦١) بعض بني أسد في اللآلي ٩٠٨.
(٦٢) أخل بها ديوانه. وهي في أمالي القالي ٢ / ٢٦٩ بلا عزو. ونسبت إلى أبي قردودة الطائي في التاج (أول) . والعجاج هو عبد الله بن رؤبة راجز مشهور. ت سنة ٩٠ هـ. (التاريخ الكبير ٤ / ١ / ٩٧، الشعر والشعراء ٥٩١، شرح شواهد المغني ٤٩) .
1 / 8