(رُبَّ شَريبٍ لكَ ذي حُساسِ ...)
(شِرابُهُ كالحَزِّ بالمواسي ...)
(ليس بمحمودٍ ولا مُواسي ...)
(يمشي رويدًا مِشيةَ النِّفاسِ ...)
فمعناه: رب مشارب لك. والحساس: المشارّة وسوء الخلق. ومن الحسيب قول الله ﷿: / ﴿إنّ اللهَ كانَ على كلِّ شيٍء حسيبًا﴾ . (٥٠) ٤١ / ب /
قال أبو بكر: فيه أربعة أقوال: يقال: عالمًا، ويقال: مقتدرًا، ويقال: كافيًا، ويقال: محاسبًا. قال أبو بكر: سمعت أبا العباس أحمد بن يحيى يقول في قول الله ﷿: ﴿يا أيها النبي حسبُكَ اللهُ ومَنِ اتبعكَ من المؤمنين﴾ (٥١) يجوز في (من) الرفع والنصب؛ فالرفع على النسق على الله والنصب على معنى: يكفيك الله ويكفي من اتبعك من المؤمنين.
٣ - وقولهم: ونِعْمَ الوكيلُ
(٥٢)
قال أبو بكر: فيه ثلاثة أقوال: قال أبو زكريا يحيى بن زياد الفراء (٥٣):
الوكيل: الكافي؛ كما قال ﷿: ﴿ألاّ تتخذوا من دوني وكيلًا﴾ (٥٤)، \ ١٠٠ \ معناه: ألا تتخذوا من دوني كافيًا.
وقال آخرون: الوكيل: الربّ، فالمعنى عندهم: حسبنا الله ونعم الرب، وقالوا: معنى قوله ﷿: ﴿ألا تتخذوا من دوني وكيلًا﴾ ألا تتخذوا من دوني ربًّا (٥٥) .
وقال آخرون: الوكيل: الكفيل. والمعنى عندهم: حسبنا الله ونعم الكفيل بأرزاقنا؛ واحتجوا بقول الشاعر (٥٦):
_________
(٥٠) النساء ٨٦. وهي من المصحف الشريف، وفي الأصل: وكان الله على كل شيء حسيبا.
(٥١) الأنفال ٦٤.
(٥٢) ينظر: تفسير أسماء الله ٥٤، اشتقاق أسماء الله ٢٣١، شرح أسماء الله ٢٣٢.
(٥٣) معاني القرآن ٢ / ١١٦ /. وينظر التهذيب: ١٠ / ٣٧١.
(٥٤) الإسراء ٢.
(٥٥) ك: أي ربا.
(٥٦) شقران السلامي في بهجة المجالس ٢ / ١١٢. وهما في البيان والتبيين ٣ / ١٨١ بلا عزو.
1 / 7