Shugaban da ke Tawaye Ahmad Urabi
الزعيم الثائر أحمد عرابي
Nau'ikan
أراد الخديو بعد انقضاء بضعة أيام على واقعة قصر النيل أن يجتذب إليه قلوب ضباط الجيش، ويزيل تأثير الحادثة من نفوسهم ... فاستدعى إلى سراي عابدين يوم 12 فبراير سنة 1881 ضباط آلايات العاصمة من رتبة بكباشي فما فوقهم، وحضر الاجتماع وزير الحربية «البارودي» وكبار رؤساء الجيش من رتبة فريق ولواء، فلما انتظم عقدهم، ألقى الخديو فيهم خطبة ضمنها العفو عما حدث يوم أول فبراير، وأكد لهم أنه لم يبق في نفسه أثر منها، وطلب إليهم احترام النظام وطاعة الحكومة.
فقابل الضباط هذه الخطبة بإظهار الولاء للخديو والامتثال للأوامر والقوانين والنظم العسكرية، وانصرفوا داعين شاكرين.
وكان الظن أن مثل هذه الخطبة ترد النظام إلى الجيش، وتدعو الضباط إلى الاطمئنان إلى نيات الحكومة نحوهم ... إذ لم يكن خافيا أنهم كانوا يتوجسون شرا من ناحيتها، ويتوقعون أن تتربص بهم الدوائر للاقتصاص منهم إذا أمكنتها الفرصة، وبذلك تزداد هوة التنافر اتساعا بينهم وبين الحكومة، فأراد الخديو بهذه الخطبة أن يدخل الطمأنينة إلى نفوسهم ويدعوهم إلى الثقة بمقاصد الحكومة، ولكن الحوادث جاءت على خلاف ما كان يظن ويتوقع. (1-4) بعد واقعة قصر النيل
لم يطمئن عرابي وصحبه على مركزهم، وعلى حياتهم بعد واقعة قصر النيل ... فبالرغم من عزل عثمان باشا رفقي، وتعيين وزير حربية يعطف عليهم ويؤيدهم، فإنهم كانوا يخشون على حياتهم أن تمتد إليها يد الاغتيال انتقاما مما فعلوا، وأقاموا لهم حرسا من المخلصين لأشخاصهم، وزادوا من عدد الخفراء لحراسة منازلهم ليلا، واختاروا ضباطا من خاصة أوليائهم لنقل المراسلات السرية بينهم، وصاروا إذا انتقلوا من مراكز آلاياتهم إلى بيوتهم اصطحب كل منهم حرسا من العساكر المسلحين للمحافظة على حياتهم، يلازمونهم حتى يعودوا إلى مراكزهم، وأكثروا من الاجتماعات السرية يعقدونها ليلا في منزل عرابي، ويدعون إليها من يثقون بإخلاصهم من الضباط للتشاور فيما يفعلون، وتنفيذ ما يستقر عليه رأيهم.
وقد أسفرت هذه الاجتماعات عن تقديم عريضة من جميع الآلايات بالمطالب الآتية:
أولا:
صرف نقود بدل التعيينات التي تؤخذ من مخازن الجهادية وتباع للآلايات، وذلك حفظا لحقوق العساكر من التلاعب بها، والخيانة التي كانت فاشية في المأمورين ورؤسائهم، وخصوصا في صنف المسلي «السمن»، فإنه كان يصرف للآلايات من الشحم الذي يصنع في تريستا، ويأتي في برامل باسم «مسلي»، وكان كريه الطعم والرائحة لا يصلح للطعام، ولكن لم يكن أحد ليجسر على المجاهرة بالحقيقة، لما للتجار المتعهدين بتوريده من المداخلة مع الرؤساء.
ثانيا:
عدم استقطاع مرتبات الضباط والعساكر في مدة الأجازات التي تعطى لهم إذا لم تتجاوز ثلاثين يوما، وإذا تجاوزت هذه المدة يستقطع نصفها فقط.
ثالثا:
Shafi da ba'a sani ba