بروتاس :
وكذلك أفعل، اذهبي إلى فراشك يا بورشيا الكريمة البارة.
بورشيا :
إذا كان بروتاس عليلا، فهل من وسائل البرء والشفاء أن يسير مفكوك الأزرة، عاري الصدر، يتشرب بلل الصباح المطلول ورطوبته؟! عجبا! أيكون بروتاس عليلا، ثم أراه ينسل من فراشه الوثير ليكافح أوبئة الليل الخبيثة، ويتصدى للهواء الملوث الوخيم المغبة ليزيد علته ويضاعف مرضه؟ كلا يا بروتاس، إن في ذهنك لعلة قد حق لي أن أعرفها بحرمة مكانتي منك ومنزلتي، وإني أركع بين يديك أستحلفك بما كان لي مرة من الحسن والملاحة وبعهود حبك ومواثيق ودادك، وبتلك اليمين العظمى والعروة الوثقى
29
التي كانت قد مزجتنا معا وصيرتنا فردا واحدا - أن تبوح لي أنا ذاتك بل نصفك
30
بدواعي همك وغمك وإطراقك، وما قد فدحك من أعباء الشجن والشجا، وبأسماء من ألم بك الليلة من الرجال؛ لأني رأيت الليلة هنا ستة رجال أو سبعة قد التثموا يخبئون وجوههم من ظلمة الليل ذاته.
بروتاس :
لا تركعي يا بورشيا البرة الكريمة.
Shafi da ba'a sani ba