لم تتضمنه النُّسْخَة السائرة الأولى
وَالشّرط فِي هَذِه الْأُخْرَى إِيرَاد لب اللب وحبة الْقلب وناظر الْعين ونكتة الْكَلِمَة وواسطة العقد وَنقش الفص مَعَ كَلَام فِي الْإِشَارَة إِلَى النَّظَائِر والأحاسن والسرقات وَأخذ فِي طَرِيق الِاخْتِصَار ونبذ من أَخْبَار الْمَذْكُورين وغرر من فصوص فُصُول المترسلين يمِيل إِلَى جَانب الِاقْتِصَار فَإِن وَقع فِي خلال مَا أكتبه الْبَيْت والبيتان مِمَّا لَيْسَ من أَبْيَات القصائد ووسائط القلائد فَلِأَن الْكَلَام مَعْقُود بِهِ وَالْمعْنَى لَا يتم دونه وَلِأَن مَا يتقدمه أَو يَلِيهِ مفتقر إِلَيْهِ أَو لِأَنَّهُ شعر ملك أَو أَمِير أَو وَزِير أَو رَئِيس خطير أَو إِمَام من أهل الْأَدَب وَالْعلم كَبِير
وَإِنَّمَا ينْفق مثل ذَلِك بالانتساب إِلَى قَائِله لَا بِكَثْرَة طائله
(وَخير الشّعْر أكْرمه رجَالًا ... وَشر الشّعْر مَا قَالَ العبيد)
وَإِن أخرت مُتَقَدما فعذري فِيهِ أَن الْعَرَب قد تبدأ بِذكر الشَّيْء والمقدم غَيره كَمَا قَالَ الله تَعَالَى ﴿هُوَ الَّذِي خَلقكُم فمنكم كَافِر ومنكم مُؤمن﴾ وَقَالَ تَعَالَى ﴿يَا مَرْيَم اقنتي لِرَبِّك واسجدي واركعي مَعَ الراكعين﴾ وكما قَالَ حسان ابْن ثَابت وَذكر بني هَاشم
(بهَا ليل مِنْهُم جَعْفَر وَابْن أمه ... عَليّ وَمِنْهُم أَحْمد المتخير) // من الطَّوِيل //
وكما قَالَ الصلتان الْعَبْدي
(فملتنا أننا مُسلمُونَ ... على دين صديقنا وَالنَّبِيّ) // من المتقارب //
1 / 29