وأما الحقيقي: فهو القول الدال على ماهية الشيء على سبيل التفصيل.
وأما الذاتي: فهو ما يتناول ذاتيات المحدود الراجعة إليه، المقومة لماهيته، مثاله قولنا في الجسم هو أنه طويل عريض عميق.
وأما حقيقتهما: يجري مجرى الذاتي فهو ما يتناول توابع المحدود ولوازمه الراجعة إلى غيره، التي لا يكون هو ما هو إلا بها، ومثاله ما يقول في حقيقة التكليف هو إعلام الغير تلي له في أن تفعل وأن لا تفعل حب منفعة أو دفع مضرة مع مشقة تلحقه في الفعل والترك، أو في سببه ما لم يبلغ الحال به حد الإلجاء، والفرق بين الذاتي وبين ما يجري مجرى الذاتي أن الحد في الذاتي بأوصاف راجعة إلى الذات، والحد في ما يجري مجرى الذتي بأوصاف راجعة إلى الغير؛ ولكنها أشبهت الذاتيات من أنها لا تعقل إلا بها، وحقيقة الرسمي هو [22أ] ما تناول توابع المحدود ولوازمه التي يكون ما هو من دونها، ومثال الرسمي ما يقوله في حد الواجب هو ما إذا لم يفعله القادر عليه أستحق الذم على بعض الوجوه؛ لأن هذه الأوصاف راجعة إلى غيره، ويكون هو ما هو من دونها، والفرق بين الرسمي وبين ما يجري مجرى الذاتي أن الرسمي تحديد للشيء بتوابعه ولوازمه التي يعقل من دونها لأنه يمكن أن تعلم الحد الحقيقي وإن حهلنا الرسمي بخلاف ما يجري مجرى الذاتي؛ فإنه وإن كان تحديد إنما يرجع إلى الغير كالرسمي؛ ولكنه لا يمكن أن تعلم المحدود من دونه كالذاتي، وسمي جاريا مجرى الذاتي من حيث أنه أشبهه الذاتي وأنه مقوم لماهيته، ولم يكن دائما لأنه تحديد بالأوصاف الراجعة إلى الغير فأشبهه الرسمي من هذا الوجه من تعليق الشرح.
Shafi 38