وبعد فإنني كنت قد سمعت وقد تجاوز عمري عن السبعين أن بعض المخالفين قد ذكر في شيء من مصنفاته أن سيدنا رسول الله ص ما سمى مولانا عليا ع بأمير المؤمنين في حياته.
ولا أعلم هل قال ذلك عن عناد أو عن قصور في المعرفة والاجتهاد.
فاستخرت الله تعالى في كشف بطلان هذه الدعوى وإيضاح الغلط فيها لأهل التقوى فأذن الله جل جلاله في كشف مراده وأمدنا بإسعاده وإنجاده في إظهار ما نذكره من الأنوار الزاهرة والحجج القاهرة وانتصار العترة الطاهرة ومفكرون ما لا ينكره إلا معاند لآيات الله جل جلاله الباهرة.
فصل واعلم أنا نذكر في كتابنا هذا تسمية الله جل جلاله مولانا علي بن أبي طالب ع أمير المؤمنين فيما رويناه عن رجالهم وشيوخهم وعلمائهم ومن كتبهم وتصانيفهم وإن اتفق أن بعض من نروي عنه أو كتاب ننقل منه يكون منسوبا إلى الشيعة الإمامية فيكون بعض رجال الحديث الذي نرويه من رجال العامة.
فإننا روينا عنهم أن الله تعالى سمى عليا ع بأمير المؤمنين عند ابتداء الخلائق أجمعين وأخذ مواثيق الأنبياء والمرسلين على الشهادة له جل جلاله بالربوبية والوحدانية ولمحمد رسوله ص بالرسالة ولعلي ع بأمير المؤمنين.
وسماه الله عز وجل بذلك لما أسرى بالنبي ص إلى السماء وأنطق بذلك أرواح الأنبياء وسماه بهذا الاسم جبرئيل ع وسماه أمير المؤمنين تارات قال ع بالوحي إليه وتارات سماه أمير
Shafi 126