Wuzara
الوزراء والكتاب
Nau'ikan
حدثني عبد الواحد بن محمد، قال حدثني ميمون بن هارون قال: حدثني إسحاق بن إبراهيم الموصلي، عن أبيه، قال: كتب إلي وكيلي في الضيعة الفلانية، في أمر ضيعة كانت تجاور ضيعتي تباع: قد انقطع أمرها على أربعة آلاف دينار، وقد سألت صاحبها الانتظار علي إلى ورود جواب كتابي، فإن أنت وجهت بالمال، وإلا خرجت الضيعة عن يدك، وورد علي الكتاب في الليلة التي صبحتها نوبتي في بيتي، وكانت نوبة يحيى بن خالد في بيته، إلا أنه كانت عاداتي ألا أبرح في ذلك اليوم من بيتي، وورد علي ما أسهرني، لأن المال لم يكن معي، ولم أكن أقدر على احتياله في ذلك الوقت القريب. فضربت الأرض ظهرا لبطن، فلم أجد غير يحيى، فركبت إليه، واستأذن لي الحاجب، فدخلت وفي يده المسواك، فلما رآني سر وابتهج، وقال: أحسنت والله، أحسنت والله، اليوم نوبتي ونوبتك، فنأخذ في أمرنا، لا يدخل معنا غيرنا. فقلت: يا سيدي، الحمد لله الذي وفقني لمحبتك، ولكني والله بكرت لغير ذاك. قال: وما هو؟ قلت: كتب إلي وكيلي البارحة بكذا وكذا، ولا والله إن أقدر على المال، وبكرت أسألك استسلافه لي من بعض المعاملين، لترده من تحت يدك في رزقي، قال: دعنا الآن من هذا، وهات يا غلام ما حضر. فجئ بالطعام، فأكلنا وأنا كأنني آكل لحمي، ثم رفع وجئ بالشراب، وأنا في فكري، فلما كان وقت العصر وأنا قد يئست، وعلمت أن الحيلة قد قلت، وأني أحتاج أن أحضر في غد الدار، قال لي: إبراهيم، أعندك صبية تغني؟ قلت: لا والله يا سيدي، قال: ولا لبعض الجواري والأهل؟ قلت: لا، ثم ذكرت صبية لبعض أمهات أولادي، ما وضعت يدها على العود، إلا أنها مطبوعة، ولها حليق،
Shafi 197