ثم أطفأ الله شرهم، وأخذتهم في آخر المدة جيوش التتر الخارجين على الإسلام، فكان في تلك المحنة محنة أذهب الله بها هذه الطائفة الخبيثة. ثم عاد الإسلام كما كان. ودخل في الإسلام ملوك التتر، وكانت العاقبة للدين، ودفع الله عن الإسلام جميع المارقين منه والخارجين عليه {ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين} . {يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم} .
وإنما قصصنا عليك ما قصصناه أيها الرافضي المعادي لصحابة رسول الله [صلى الله عليه وسلم] ولسنته، ولدين الإسلام، لتعلم أنه لا سلف لك إلا هؤلاء القرامطة والباطنية، والإسماعيلية الذين بلغوا في الإلحاد وفي كياد الإسلام، ما لم يبلغ إليه أحد من طوائف الكفر.
فإن عرفت أنك على ضلال مبين، وغرور عظيم، وأن سلفك الذين اقتديت بهم وتبعت أثرهم هم البالغون في الكفر إلى هذه المبالغ التي لم يطمع فيها الشيطان. فربما تنتبه من هذه الرقدة، وتستيقظ من هذه الغفلة، وترجع إلى الإسلام وتمشي على هديه القويم، وصراطه المستقيم.
فإن أبيت إلا العناد، والخروج من طرق الرشاد إلى طرق الإلحاد، فعلى نفسها براقش تجنى، ولا يظلم ربك أحدا، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون، واختر لنفسك ما يحلو.
Shafi 288