وصار الغلاة فيه على طرفي نقيض هؤلاء يقولون: إنه كافر زنديق وإنه قتل ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتل الأنصار وأبناءهم بالحرة ليأخذ بثأر أهل بيته الذين قتلوا كفارا مثل جده لأمه عتبة بن ربيعة وخاله الوليد ؛ وغيرهما ويذكرون عنه من الاشتهار بشرب الخمر وإظهار الفواحش أشياء.
وأقوام يعتقدون أنه كان إماما عادلا هاديا مهديا وأنه كان من الصحابة أو أكابر الصحابة وأنه كان من أولياء الله تعالى. وربما اعتقد بعضهم أنه كان من الأنبياء ويقولون: من وقف في يزيد وقفه الله على نار جهنم.
ويروون عن الشيخ " حسن بن عدي " أنه كان كذا وكذا وليا؛ ومن وقفوا فيه وقفوا على النار: لقولهم في يزيد. وفي زمن الشيخ حسن زادوا أشياء باطلة نظما ونثرا. وغلوا في الشيخ عدي " وفي يزيد " بأشياء مخالفة لما كان عليه الشيخ عدي " الكبير - قدس الله روحه - فإن طريقته كانت سليمة لم يكن فيها من هذه البدع وابتلوا بروافض عادوهم وقتلوا الشيخ حسنا وجرت فتن لا يحبها الله ولا رسوله.
وهذا الغلو في يزيد من الطرفين خلاف لما أجمع عليه أهل العلم والإيمان.
Shafi 106