وقد كانت الفتنة لما وقعت بقتل عثمان وافتراق الأمة بعده صار قوم ممن يحب عثمان ويغلو فيه ينحرف عن علي رضي الله عنه مثل كثير من أهل الشام؛ ممن كان إذ ذاك يسب عليا رضي الله عنه ويبغضه.
وقوم ممن يحب عليا رضي الله عنه ويغلو فيه ينحرف عن عثمان رضي الله عنه مثل كثير من أهل العراق؛ ممن كان يبغض عثمان ويسبه رضي الله عنه.
ثم تغلظت بدعتهم بعد ذلك؛ حتى سبوا أبا بكر وعمر رضي الله عنهما وزاد البلاء بهم حينئذ.
والسنة محبة عثمان وعلي جميعا وتقديم أبي بكر وعمر عليهما رضي الله عنهم لما خصهما الله به من الفضائل التي سبقا بها عثمان وعليا جميعا. وقد نهى الله في كتابه عن التفرق والتشتت؛ وأمر بالاعتصام بحبله.
فهذا موضع يجب على المؤمن أن يتثبت فيه ويعتصم بحبل الله فإن السنة مبناها على العلم والعدل؛ والاتباع لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
[عقوبة من سب الصحابة:]
فالرافضة لما كانت تسب " الصحابة " صار العلماء يأمرون بعقوبة من يسب الصحابة ثم كفرت الصحابة وقالت عنهم أشياء قد ذكرنا حكمهم فيها في غير هذا الموضع.
ولم يكن أحد إذ ذاك يتكلم في " يزيد بن معاوية " ولا كان الكلام فيه من الدين ثم حدثت بعد ذلك أشياء فصار قوم يظهرون لعنة يزيد بن معاوية. وربما كان غرضهم بذلك التطرق إلى لعنة غيره فكره أكثر أهل السنة لعنة أحد بعينه فسمع بذلك قوم ممن كان يتسنن؛ فاعتقد أن يزيد كان من كبار الصالحين وأئمة الهدى.
Shafi 105