وقال في مدة إقامته بفاس حرسها الله، لما زار ضريح الشيخ سيدي أحمد التجاني ﵁.
أبدى الزمانُ من البشاشة والصَّفا ... سرًّا وأثبت منهما ما قد نفا
إن غاب قبل اليوم عنا سعدُهُ ... فاليوم أسعدَ بالمرام وأسعفا
وقضى بعدل وهو قدما جائرٌ ... ووفى وعادته العدول عن الوَفا
وصفا لنا بعد الصدود وصالُهُ ... بوصول قبر المصطفى ابن المصطفى
بالأحمديّ خليقةً وطريقة ... واسْمًا ووسْمًا واقتداءً واقْتِفا
الله يمنحه الكرامة كلما ... ذكر المشايخ ما أشفَّ وأشرفا
إن رُمتَ حال مقامهِ ومقامهم ... فانظر لحال المقتفى والمُقتفى
منه استمدُّوا واستبدَّ بزائدٍ ... فات المعارف كنهُهُ أن يُعْرَفا
قد خصَّهُ الهادي بأنفس تحفةٍ ... ولكم أبٍ خصَّ البَنِينَ وانْحفا
يا روضة شمخت بطوْدٍ شامخ ... أنفًا وأكسبها علاه تأنُّفا
ومنها:
يدلي ببرح محبة قد طالما ... منها تشوَّف للقاءِ تشوُّفا
وبخدمةٍ سلفت لوالده الذي ... لو سمتموهُ البيع لن يستنكفا
وهذا ما تذكرت الآن من شعره، وديوانه مجلد ضخم، ﵀ رحمة واسعة، وكان حيا بعد الخمسين والمائتين والألف.
التجاني بن باب بن أحمد بيب
تقدم نسبه في ترجمة والده. ظهرت عليه إمارات النجابة في صغره، واشتغل على والده في أول أمره، وعلى والدته الصالحة العالمة، خديجة بنت المختار بن عثمان، وتوجه إلى المشرق وهو شاب على طريق الغرب برا، ثم نزل من مراكش إلى الجديدة، فركب في البحر إلى طنجة فأصابه الميد الشديد، فعزم أن يحجَّ برا، وفعل ذلك، ولما نزل في طنجة
1 / 69