مقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه الأمين، وعلى آله الأكرمين، وصحابته الراشدين.
وبعد
ففي مغريات الحياة وبهرجها الزائف يجد الجسد حاجته ومناه، وتفقد الروح أشواقها ورؤاها، فيفقد هذا الإنسان لذة التوازن بين رغبات الجسد ونزعاته، وأشواق الروح وسبحاتها.
في هذا العالم الذي رسبت فيه أشواق الروح في نزعات الطين يشبع الجسد فيتخم، ويفقد الإنسان الحبور والسعادة.. السعادة الحقيقية ..المبتسمة في دمعة خاشع.. أو المبتهجة في أنة ضارع.. أو الثملة في سجدة في جوف الليل.. أو المترنمة في تلاوة قرآن في السحر.. أو المدركة رغبتها في مناجاة محب واله، أو دعوة راغب طامع، أو رعشة راهب خائف.
يا لله ما أروعها من حياة.. حياة المؤمن المتوجه إلى الله في الشدة والرخاء، والفقر والغنى.. إن جاع نادى مولاه، وإن أتخم شكا إلى الله، وإن غرق طلب حبل النجاة.
نعم إنه الدعاء.. هدى الحائر، وعوض الخاسر، وطمأنينة الخائف.
Shafi 2