Yakin Siffin
وقعة صفين
Nau'ikan
(*) ما منعت، وأنا أدعوك اليوم إلى ما دعوتك إليه أمس، فإنى لا أرجو من البقاء إلا ما ترجو، ولا أخاف من الموت إلا ما تخاف.
وقد والله رقت الأجناد، وذهبت الرجال، ونحن بنو عبد مناف ليس لبعضنا على بعض فضل إلا فضل لا يستذل به عزيز، ولا يسترق حربه.
والسلام " فلما انتهى كتاب معاوية إلى على قرأه، ثم قال: العجب لمعاوية وكتابه.
ثم دعا على عبيد الله بن أبى رافع كاتبه، فقال: اكتب إلى معاوية: " أما بعد فقد جاءني كتابك، تذكر أنك لو علمت وعلمنا أن الحرب تبلغ بنا وبك ما بلغت لم يجنها بعضنا على بعض.
فإنا وإياك منها في غاية لم تبلغها.
وإنى لو قتلت في ذات الله وحييت، ثم قتلت ثم حييت سبعين مرة، لم أرجع عن الشدة في ذات الله، والجهاد لأعداء الله.
وأما قولك إنه قد بقى من عقولنا ما نندم به على ما مضى، فإنى ما نقصت عقلي، ولا ندمت على فعلى.
فأما طلبك الشام، فإنى لم أكن لأعطيك اليوم ما منعتك [ منها ] أمس.
وأما استواؤنا في الخوف والرجاء، فإنك لست أمضى على الشك منى على اليقين، وليس أهل الشام بأحرص على الدنيا من أهل العراق على الآخرة.
وأما قولك إنا بنو عبد مناف ليس لبعضنا على بعض فضل، فلعمري إنا بنو أب واحد، ولكن ليس أمية كهاشم، ولا حرب كعبد المطلب، ولا أبو سفيان كأبى طالب، ولا المهاجر كالطليق، ولا المحق كالمبطل.
وفي أيدينا [ بعد ] فضل النبوة التى أذللنا بها العزيز، وأعززنا بها الذليل.
والسلام ".
نصر، عن عمر بن سعد، عن نمير بن وعلة قال: فلما أتى معاوية كتاب على كتمه عن عمرو بن العاص أياما، ثم دعاه بعد ذلك فأقرأه الكتاب، فشمت به عمرو.
Shafi 471