367

(*) متسربلين سوابغا عادية * ادفوا الملوك بكل عضب مقصل (1) يمشون في عنت الطريق كأنهم * أسد تقلقل في غريف الحسكل يحمون إذ دهموا وذاك فعالهم * عند البديهة في عجاج القسطل النازلون أمام كل كريهة * تخشى عوائدها غداة الفيصل والخيل غائرة العيون كأنما * كحلت مآقيها بزرق الكعطل (2) يعدون إذ ضج المنادى فيهم * نحو المنادى بذخة في القنبل (3) ودنا الكماة من الكماة وأعملت * زرقا تعم سراتهم كالمشعل (4) وقال الأحمر: كل امرئ لابد يوما ميت * والموت حق فاعرفن وصيه وجاء عدى بن حاتم يلتمس عليا، ما يطأ إلا على إنسان ميت أو قدم أو ساعد، فوجده تحت رايات بكر بن وائل، فقال: يا أمير المؤمنين، ألا نقوم حتى نموت ؟ فقال على: ادنه.

فدنا حتى وضع أذنه عند أنفه فقال: ويحك، إن عامة من معى يعصينى، وإن معاوية فيمن يطيعه ولا يعصيه.

وقال أبو حبة بن غزية الأنصاري، واسمه عمرو (5)، وهو الذى عقر الجمل، فقال بصفين: سائل حليلة معبد عن فعلنا * وحليلة اللخمى وابن كلاع

__________

(1) ادفوا، كذا وردت.

والمقصل: القطاع.

(2) كذا ورد هذا اللفظ.

(3) البذخة: المرة من البذخ وهو الكبر.

والقنبل، بالفتح: الطائفة من الناس ومن الخيل.

(4) الزرق: الأسنة.

في الأصل: " وأهملت زرقا " والوجه ما أثبت.

(5) هو عمرو بن غزية، بفتح العين وكسر الزاى وتشديد الياء، بن عمرو بن ثعلبة

الأنصاري، ترجم له ابن حجر في الإصابة 5922.

Shafi 379