365

(*) فسرنا إليهم جهرة في بلادهم * فصلنا عليهم بالسيوف وبالنبل فأهلكهم ربى وفرق جمعهم * وكان لنا عونا وذاقوا ردى الخبل ثم إن معاوية أرسل عمرو بن العاص في خيل عظيمة، فلقيه حمزة بن عتبة بن أبى وقاص، فقاتله حمزة، وجعل حمزة يطعن بالرمح ويقول: ماذا يرجى من رئيس ملا * لست بفرار ولا زميلا (1) في قومه مستبدلا مدلا * قد سئم الحياة واستملا وكل أغراض له تملا (2) وذلك عند غروب الشمس.

وقال حمزة:

دعاني عمرو للقاء فلم أقل * وأى جواد لا يقال له هنى (3) وولى على طرف يجول بشكة * مقلصة أحشاؤه ليس ينثنى (4) فلو أدركته البيض تحت لوائه * لغودر مجدولا تعاوره القنى (5) عليه نجيع من دماء تنوشه * قشاعم شهب في السباسب تجتنى فرجع عمرو إلى معاوية فحدثه فقال: لقد لقيت اليوم رجلا [ هو (6) ] خليق أن تدرسه الخيل بسنابكها، أو تذريه في مداركها، كدوس الحصرم،

__________

(1) الزميل: الضعيف الجبان الرذل.

وفي الأصل: " زملا " تحريف.

(2) تملى العيش: استمتع به طويلا.

(3) هنى، أي ياهنى.

أراد أن كل جواد يستدعى ويطلب.

وفي الأصل: " وإنى جواد ".

ونحوه في الأسلوب قول ليلى الأخيلية: تعيرنا داء بأمك مثله * وأى حصان لا يقال لها هلا الحصان، بالفتح: المرأة العفيفة.

وهلا بمعنى أسرعي.

(4) الطرف: الفرس الكريم الطرفين، أي الأبوين.

ويجول، من الجولة في الحرب.

وفي الأصل: " يجوب ".

والشكة: السلاح.

(5) مجدولا: صريعا.

وفي الأصل: " مخذولا ".

والقنى، على وزن فعول: الرماح، واحدها قناة.

(6) ليست في الأصل.

والخبر لم يرو في مظنه من ح.

Shafi 377