204

على ذلك الى أن اشتدت شوكته وكثر تبعه في ايام القائم ولد المهدي. فصار يغير ويحرق ويفسد ويغزو البلدان فيهدم ويحرق ويقتل. حتى انه قتل الأطفال وأخذ النساء ورعب منه الناس وخافته القبائل واستولى على بلدان كثيرة والقيروان وقتل أهلها وحارب الكتاميين. وعمل أعمالا عظيمة. وقتل ميسور قائد جيش القائم. وحمل رأسه وطيف بالقيروان. حتى خافه القائم ومن معه بالمهدية وفتح سوسة وقتل الرجال وسبى النساء وأحرق البيوت وشق فروج النساء. وبقر البطون حتى ما ترك موضعا بأفريقية معمورا. وقد حاصر المهدية غير مرة. وتفرق اهل المهدية أيدي سبأ. وتفرق من أصحابه جماعة وصاروا الى المهدية بسبب عداوة كانت بينهم وبين أقوام سعوا بهم اليه. فخرجوا من المهدية مع أصحاب القائم فقاتلوا أصحاب ابي يزيد فظفروا. فتفرق عند ذلك أصحاب أبي يزيد ولم يبق معه الا القليل فشخص الى القيروان ليجمع بها البربر فخرج أهل المهدية وانتهبوا ثقله. فلما وصل الى القيروان سدس صفر. فنزل المصلى. ولم يخرج اليه أحد من أهلها سوى عاملة وخرج الصبيان يلعبون حوله ويضحكون منه. ثم ما مرت أيام حتى خرجوا اليه. وذلك لما ألان لهم القول وخوفهم صولة القائم. وتسامع الناس فأتاه العسكر من كل ناحية فنهب البلدان ووضع السيف بالرقاب وأكثر الحريق

Shafi 211