Wahayi Da Gaskiya

Hasan Hanafi d. 1443 AH
248

Wahayi Da Gaskiya

الوحي والواقع: تحليل المضمون

Nau'ikan

وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا ، بل هي ممكنة بفعل الإيمان. فقد فجر موسى بعصاه البحر،

وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار . وفجر من الصخر ينبوعا. وجعل الله في الأرض اليابسة أنهارا وعيونا جارية دافئة. وفي الجنة أنهار وعيون مثل الأرض. ومن علامات الساعة تفجير البحار وبعثرة القبور،

وإذا البحار فجرت * وإذا القبور بعثرت . فالماء قوة. تتولد منها الكهرباء، وتدار بها الآلات، وتنظف بها الأرض والأجساد. يروي الظمآن، ويزرع الوديان. فالماء من الأرض لحظة الري كالنور من الظلام لحظة الفجر. وهي صورة الإسلام عند محمد إقبال وسيد قطب، تفجير الحياة من الصخر كما فعل الكليم موسى عند إقبال. وكان الإسلام حركة إبداعية في الفن والحياة عند سيد قطب.

وعلى النقيض، هو نفس اللفظ الذي يشتق منه لفظ «الفجور» أي خروج الفعل على المنهج القويم، وانحرافه عن الطريق السليم. فالخروج ليس فقط في الطبيعة، خروج النور من الظلام في لحظة الفجر أو تفجير الماء من الأرض في العين والينبوع وسريانه في البر والبحر، بل أيضا خروج الفعل عن التقوى مثل الفسوق، فسوق الحب. والفجور كفر وجحود. والالتزام إيمان وتقوى. والأصل هي المعاني الطبيعية التي يهتدي بها الإنسان في سلوكه وأفعاله.

ونفس المعنيين الإيجابي والسلبي للفجر، تفجير المياه وفجور السلوك، موجودان في الحياة الشعبية في عادة الاستيقاظ مبكرا والارتباط بالشمس لدرجة عبادة الشمس والإله آتون في الدين المصري القديم. والغناء للجو الصحو دون السماء الملبدة بالغيوم. ويحب الأجانب من بلاد الشمال الجو الصحو في بلاد الشرق والجنوب. وعلى النقيض من هذه الصورة الإيجابية هناك صورة سلبية للإقطاعي الذي ينام حتى الظهر، والعاطل الذي لا يستيقظ عند نور الفجر. وهناك زوار الفجر للقبض على الأبرياء، ولصوص الفجر للسطو على ممتلكات الناس، وحروب الفجر للعدوان على الآمنين. والإنسان قادر على التمييز بين الصورتين واختيار أيهما أقرب إلى القرآن الكريم والسلوك القويم. (7) الضحى والعشي

من ألفاظ الزمان في القرآن الكريم مع الفجر والعصر، والصباح والمساء، والليل والنهار، الضحى والعشي على التقابل. فقد ورد لفظ «الضحى» سبع مرات بخمسة معان . الأول القسم،

والضحى * والليل إذا سجى * ما ودعك ربك وما قلى ، وهو قسم بالليل أيضا للتقابل بين بداية النهار ونهايته أو بداية النهار وبداية الليل، من الصباح إلى المساء أي طول الوقت. والله حاضر مع النبي لم يتركه ردا على المشركين الذين ظنوا ذلك عندما تأخر نزول الوحي على الرسول، والوحي لا ينزل إلا عند الحاجة. والقسم أيضا بالضحى مقرونا بالشمس،

والشمس وضحاها * والقمر إذا تلاها . فالضحى إشراق نور الشمس. وبعد أن يبدأ الليل يتلو القمر. فهو قسم بالنور، بمصباحي السماء، الشمس والقمر. والله يقسم بمخلوقاته لعظمتها. فهي التي تأتي بالليل ويخرج منها الضحى،

وأغطش ليلها وأخرج ضحاها ، وهو المعنى الثاني في استعمالات اللفظ. والمعنى الثالث موعد اللقاء في أول النهار،

قال موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى ، وهو الموعد الذي حدده فرعون لمواجهة موسى بالسحرة لإثبات أنه ليس نبيا ولا يقدر على ما يقدر عليه سحرة فرعون من إتيان بالمعجزات. وفي المعنى الرابع يتم الانتقال من الحدث الأصغر إلى الحدث الأكبر، من موعد البشر إلى موعد الله يوم الحشر الذي قد يأتي بغتة في الضحى والناس لاهية تلعب،

Shafi da ba'a sani ba