وفي صيغة جديدة «يومئذ» يضم لفظ «يوم» مع لفظ «إذن» أي عندما يحين اليوم بعد طول انتظار وهو يوم القيامة (حوالي سبعين مرة) أي الزمان باعتباره توقعا. والتوقع هو توتر بين أبعاد الزمان الثلاثة من الماضي إلى الحاضر إلى المستقبل. لذلك يعني اليوم الأمس والغد في آن واحد؛ لذلك يمكن إعادة بناء الوعي الشعبي بالزمان بدلا من انحيازه للماضي على حساب الحاضر أو المستقبل يمكن إيجاد ميزان التعادل بين هذه الأبعاد الثلاثة حتى تخف العودة إلى الماضي، ويتم التركيز على الحاضر، والإعداد والتخطيط للمستقبل. ولا يعني المستقبل يوم القيامة أو اليوم الآخر أي اليوم البعيد بل الغد أي اليوم القريب. فاليوم البعيد بعد الموت وحين البعث حين ينتهي الأجل. واليوم القريب قبل الموت وفي الحياة متسع للعمل والتصحيح. ولماذا يتفوق علينا الغربي في الإحساس بالزمان وإعطاء الأولوية للمستقبل على الماضي ويعيش الحاضر وينشط فيه دون إغراق في جنة الماضي أو وعود وأحلام المستقبل؟ (6) الفجر
لا يرتبط الزمان فقط بالإنسان مثل الوقت والساعة واليوم أو بالتاريخ مثل القرن والدهر، بل أيضا بدوران الأرض حول نفسها أي بالزمان الطبيعي أو الجغرافي، دورة النهار والليل، والصباح والمساء، والضحى والعشاء، والفجر والعصر، والشروق والغروب. يفهم حقيقة كزمان طبيعي أو مجازا كصورة فنية مثل الشروق والغروب في المعارف والأذهان والعقول والقلوب والحضارات كما يفعل الفلاسفة والصوفية.
وقد ورد لفظ «الفجر» في القرآن الكريم ست مرات. اثنتان للقسم نظرا لعظمة الفجر ورونقه وجماله ودلالته،
والفجر * وليال عشر * والشفع والوتر * والليل إذا يسر * هل في ذلك قسم لذي حجر . فهو فجر واحد وليال كثيرة. فجر متفرد. لكل فجر بهاؤه وطلعته في حين تتكرر الليالي، وهو وتر أي مفرد، والليالي شفع أي مزدوجة. يطلع لحظة، والليل ممتد، وهو نهاية الليل وبداية النهار، لحظة بين زمانين ممتدين،
سلام هي حتى مطلع الفجر . يسبقه نوم وهدوء واستكانة واطمئنان وسلام. ويتبعه يقظة ونشاط وحركة وقلق وجهاد. ومرتان اثنتان لقراءة القرآن. فإذا كان الليل للصلاة فإن الفجر لقراءة القرآن،
أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر . فصوت القرآن نغم وسحر في هدوء الليل وصمت النائمين. يدخل إلى القلب مباشرة. يسمعه القاصي والداني، الناس والملائكة، الإنس والجن، البشر والله،
إن قرآن الفجر كان مشهودا . ومرة واحدة للصلاة،
من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ، إشارة إلى وقت الراحة وخلع الملابس ليلا في الظلام وظهرا اتقاء للحر دون حرج من الأطفال غير الكبار. ومرة واحد للصوم إعلانا عن نهاية الليل وبداية النهار، والكف عن الطعام والشراب وبداية الصوم، انشقاق النور من الظلام، حقيقة ومجازا،
وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر . فالفجر علامة فاصلة بين لحظتين، وفعلين وسلوكين، من الطبيعة إلى الإرادة، ومن الإشباع إلى الامتناع، ومن الأرض إلى السماء، ومن الخلق إلى الخالق.
وهو نفس اللفظ الذي اشتق منه لفظ «فجر» و«تفجير» للماء من الأنهار والبحار والينابيع والعيون (إحدى عشرة مرة). انبثاق النور من الظلام لحظة الفجر مثل انفجار الماء من الأرض. وهي ليست استحالة كما يظن الكفار،
Shafi da ba'a sani ba