Wadi Natrun
وادي النطرون: ورهبانه وأديرته ومختصر تاريخ البطاركة
Nau'ikan
ويبدو أن أولئك الرهبان كانوا موزعين على هذه الأديرة بحسب جنسياتهم لأننا نرى أديرة خاصة مسماة بأسماء أجناس ساكنيها مثل السوريين والارمن والروم والحبش.
وكانت هذه الاجناس الاربعة دون الاقباط تمد الاديرة بمن يعمرها، وعندما انقطع هذا المدد أدركها الفناء والخراب.
بقى علينا بعد ذلك مشكلة يلزمنا حلها وهي معرفة التاريخ الذي شيدت فيه هذه الاديرة التي نراها بشكلها الحاضر قائمة مثل القلاع. وهذه المشكلة وإن كانت معالجتها صعبة إلا أني ساحاول ذلك بقدر الامكان. (2) بعد الفتح العربي
لقد سبق القول إن البربر استولوا في عهد البطريرك شنوده الخامس والخمسين (سنة 859-881م) على كنيسة القديس مقار والابراج فقط دون ديره ونهبوا جميع محتوياتها، ثم بعد أن اقترفوا مساوئ أخرى استقر الأمن فأصلح هذا البطريرك الدير المذكور وأحاطه بسور منيع حتى يكون الرهبان والمسيحيون من ورائه في مأمن من غاراتهم. ولم تقتصر إصلاحات البطريرك شنوده على هذا الدير وحده بل امتدت إلى أديرة أخرى كما بينا ذلك آنفا.
وبعد هذا التاريخ لم نعد نسمع عن حدوث سلب أو نهب من جانب البربر كما كان يحدث سابقا. فمن المرجح أن هذه الفوائد التي عادت من وراء هذه التدابير كانت سببا في تعميم وقاية الاديرة بهذه الجدران المنيعة والشروع في تجديد بناء الاديرة الاخرى على هذا المثال. وفوق ذلك فأن كافة الاديرة القائمة في عصرنا هذا، يوجد بداخل أسوارها أبراج. ومن المرجح أنها هي الابراج القديمة التي سبق ذكرها. ومن بين هذه الاديرة الباقية إلى الآن دير القديس مقار وبرجه وكنيسته التي سبق ذكر استيلاء البربر عليها. وبالطبع لم يحدث هذا التغيير في طراز الاديرة دفعة واحدة بل حدث بالتدريج على ممر الايام.
ويؤيد ما ذهبنا اليه ما رواه أرمانيوس رئيس الكهنة في مذكرته حيث قال إن عدد الاديرة في عهد البطريرك شنوده المذكور كان سبعة وهي: دير (السيدة) براموس، ودير الانبا مقار، ودير يوحنا القصير، ودير الانيا بشوى، ودير يوحنا الاسود، ودير السوريان، ودير الأنبا موسى.
وقد ذكر المقريزي أن هذا الدير الأخير: هو دير البراموس وأن منشئه يكنى بالاسود. ويؤيد ما ذكره المقريزي ما أورده كونبرج في كتابه (بحث عن رهبان مصر) ص 122 إذ قال دير البراموس المذكور كان يسمى أيضا دير موسى الاسود، وإن موسى الاسود هذا كان رئيسه.
وهذه أول مرة سمعنا فيها بالعدد (7) مقرونا بأسماء الأديرة.
وأيد دافيس “Davis”
في كتابه (الباترولوجية الشرقية ج 14 ص 318) في سيرة حياة الأنبا يوحنا الاسود، العدد (7) أيضا مشفوعا بأسماء الاديرة المذكورة.
Shafi da ba'a sani ba