فتنهد الثاني وقال: لا. - إذن لماذا تتنهد؟ - لأني وقعت في حب حبيبة تحول حبي لها إلى بغض.
فقال الأول: أظنها خانتك. - لا أقدر أن أقول: إنها خانت. - إذن لم تكن تحبك. - كلا بل كانت تحبني. - إذن أنت ظالم. وإلا فما علتها؟
فتنهد الثاني وقال: تغلبت طاعة أبويها على حبها لي. مع أن الحب يجب أن يكون فوق كل سلطان. - صدقت. أظنها تزوجت سواك.
وترقرق الدمع في عيني السجين الثاني، وقال وهو يغص في القول: لا. لا.
فقال الأول: إذن بقيت محافظة على عهدك. - لا أدري. دعني من هذا الحديث.
وشعر السجين الأول أن ضيفه الجديد أصبح شديد التأثر. فأحجم عن تساؤله. وأمهله ريثما ملك روعه وقال: أظنك تعني حبيبة غير حبيبتك الحالية. - نعم. نعم. - يظهر أنك تحب تلك أكثر من هذه. - كنت أحبها حبا شديدا، لم يذق أحد حبا مثله. والآن أكرهها. - عذرا وعفوا. ألعلها عالية المقام جدا حتى حال أبواها بينكما؟ - لك أن تقول: إنها ملكة. - يالله! كل حبيبة لعاشقها ملكة.
لا لا. إنها لفي مقام ملكة. فهل عشقت في حياتك ملكة لكي تدرك قيمة حبي؟
فتمطى السجين الأول كأن أعصابه تتشنج، ثم قال: إنك يا هذا تثير في شجونا كانت آخذة بالسكون.
فقال الثاني: تعني أنك عشقت ملكة؟
فقال الأول متململا: أجل، عشقت عشيقة كنت أجهل أنها شبه ملكة. فلما بدأت أكتشف حقيقتها أفلتت من يدي.
Shafi da ba'a sani ba