============================================================

الفن الخامس: من كتاب عيون المسائل والجوابات الموحدين في فروعهم كلها قاطع للخصم، مزيل للشغب والحمد لله. فمنها أن يقال لهم: قد صح بما قدمنا أن خلقه لمن علم أنه يكفر بسوء اختياره وتبليغه اياه(1) حكمة وصواب... وحسن نظر على من قال ذلك حجة ولا مسألة؛ لأنه لم يسي ولم يخطئ، بل نفع وعرض للخير، وليس واحد من الأمرين أولى من الآخر ، بل الواجب أن يفعلهما جميعا، وذلك أولى من تركهما؛ لأن فعل الحكيم الجواد لإحسانين وخيرين، ولما فيه الإحسان إلى الطائفتين أولى وأحق من اقتصاره على ضرر واحد من الإحسان، وعلى فعل ما فيه إحسان إلى طائفة دون طائفة فلما كان خلقه لمن علم أنه يؤمن ولمن علم أنه يكفر احسانين وإنعامين، وكان في خلقه لمن يعلم أنه يكفر إحسان إلى طائفتين كان ذلك أولى من تركهما أو... أو فعل أحدهما.

ومنها أنه قد يجوز أن يكون علم أن خلق من يعلم أنه يكفر... تتم به المصلحة ويصخ به البقاء والمحنة على ما بينا، فكان خلقهم أولى؛ لأنهم...

خلقوا وبلغوا كانوا قادرين على آن يؤمنوا ولا يكفروا، وإذا قد فعل بهم...

الذين آمنوا وإذ تمث عليهم في ذلك وسهل عليهم ولو لم يخلقوالم يصخ..

علم أنهم يؤمنون ولم يقدروا على الوصول إلى الإيمان، وكانوا مقتطعين...

حرموا ما لو خلى بينهم وبينه لوصلوا إليه، وحمله هذا أنه ليس في خلق...

وخلق المؤمنين معهم إدخال لهم في الكفر، ولا حمل لهم عليه... وذلك دعاء الى ضده. وفي ترك خلقهم اقتطاع للمؤمنين/ عن الإيمان كان... وتبليغهما (7/156) ولا من تركه، وليس لهما للقول. واستعمالنا لهذه اللفظة على التجؤز لكن على المجاز وليفهم الخصم المراد.

(1) وردت في الأصل إيا.

Shafi 657