8
وكانت أرتيميس القواسة تجوس خلال الجبال، بحذاء حافات تاوجيتوس
Taygetus
الشاهقة، أو إرومانثوس
Erymanthus ، مسرورة بمطاردة الخنازير البرية والظباء السريعة، وكان يصحبها في رياضتها هذه حوريات الغابة، بنات زوس، حامل الترس، وليتو
9
مسرورة القلب - وكانت هامة أرتيميس وجبينها يعلوان فوقهن جميعا؛ ولذا كان يمكن التعرف عليها في سهولة، رغم فرط جمالهن كلهن - ومن ثم وقفت العذراء، غير المتزوجة، تتلألأ بهاء وسط خادماتها.
أوديسيوس يستيقظ على صرخات الوصيفات
ما إن همت الفتاة تربط البغال إلى العربة، وتطوي الثوب الرائع، لتعود إلى قصرها، حتى فكرت الربة، أثينا ذات العينين الساطعتين، في خطة أخرى، وهي أن توقظ أوديسيوس، فيرى العذراء الفاتنة المحيا، التي ستقوده إلى مدينة الفياكيين. وعندئذ قذفت الأميرة الكرة إلى إحدى وصيفاتها، فإذا بها تخطئ طريقها، فلا تصل إلى الوصيفة، بل إلى الدوامة العميقة، فصرخت الفتيات جميعا بصوت مرتفع، فاستيفظ أوديسيوس العظيم، واعتدل جالسا، وحار في فكره وقلبه قائلا لنفسه: «ويحي! إلى بلاد من من البشر قد ساقتني المقادير؟ أهم قساة، متوحشون ظالمون؟ أم أنهم يحبون الأغراب ويخافون الآلهة في قرارة أنفسهم؟ لقد رنت في أذني صيحة، يخيل إلي أنها لعذارى، أو لحوريات من اللواتي يسكن قمم الجبال الشامخة، والينابيع التي تغذي الأنهار بمائها، والمروج المعشوشبة! أمن المعقول أنني في مكان قريب من قوم يتحدثون كما يتحدث البشر؟ كلا، فلأقومن بنفسي، وأحاول استطلاع الأمر.»
أول حديث لأوديسيوس مع ناوسيكا
Shafi da ba'a sani ba