127

Udisa

الأوديسة

Nau'ikan

13

حيث ناما هناك في ساحة القصر الأمامية، الأمير تيليماخوس وابن نسطور المجيد. أما ابن أتريوس فقد رقد في الحجرة الداخلية من قصره المنيف، وإلى جواره رقدت هيلينا، ذات الرداء الطويل، والمنقطعة النظير بين النساء.

مينيلاوس يسأل تيليماخوس عما يطلب

ما إن لمع الفجر، الوردي الأنامل، مبكرا في أفق السماء، حتى استيقظ مينيلاوس، الماهر في صيحة الحرب، ونهض من فراشه، فارتدى ملابسه، وعلق حسامه البتار على كتفه، ولبس صندليه الجميلين في قدميه البراقتين، وخرج من حجرته يتلألأ أشبه بإله للناظرين، ثم أخذ مجلسه بجانب تيليماخوس، وبدأ الحديث، مخاطبا إياه بقوله: «أيها الأمير تيليماخوس، أي حاجة جاءت بك إلى هنا، إلى لاكيدايمون العظيمة، عبر ظهر البحر الفسيح؟ ألموضوع عام قدمت، أم لأمر خاص بك؟ صارحني القول وأخبرني بالحقيقة.»

تيليماخوس يسأل عن أبيه

عندئذ رد عليه تيليماخوس العاقل، قائلا: «أي مينيلاوس؛ يا ابن أتريوس، ويا سليل زوس، وقائد الجيوش، اعلم أنني قدمت إلى هنا، عسى أن تستطيع إخباري بما تعلمه من أنباء والدي. إن بيتي ليسلب، وضياعي الغنية لتخرب، وإن منزلي ليعج بجمع من الرجال الأعداء لا يكفون أبدا عن ذبح أغنامي الكثيرة، ونحر أبقاري السمينة، ذات المشية المتثاقلة. إنهم يغازلون والدتي بغطرسة وعجرفة وصفاقة؛ ومن ثم جئت الآن إليك، متوسلا إلى ركبتيك، علك تكون على استعداد لأن تنبئني عن مصيره المحزن، والميتة المشئومة التي لاقاها، سواء رأيتها مصادفة بعيني رأسك، أو تكون قد سمعت بها من شخص آخر، يعرف قصة تجوالاته؛ فقد حزنت عليه أمه حزنا لم تحزنه أم على ابنها من قبل. ولا تأخذنك شفقة ولا عطف فتلجأ إلى العبارات المطمئنة المهدئة، بل قل الحقيقة كيف استطعت أن تراه. إنني أتوسل إليك وأستحلفك بأبي أوديسيوس النبيل، عسى أن يكون قد وعدك بشيء، سواء كان قولا أو عملا، وبر بوعده لك في أرض الطرواديين حيث لقيتم الأحزان، أيها الآخيون، إلا ما قلت لي الحقيقة، متذكرا ذلك الشيء الذي حققه لك.»

مينيلاوس يدلي بمعلوماته

عندئذ تحدث إليه مينيلاوس، الجميل الشعر، وقد انتابته حالة من السخط الشديد، فقال: «تبا لهم؛ لأنهم يتوقون إلى الرقاد في فراش رجل جريء القلب حقا، وإنهم لجبناء رعاديد، شأنهم في ذلك شأن الظبية، تذهب إلى عرين الأسد في الغابة، لكي تتخذ منه فراشا لنوم صغارها الحديثي المولد، وتنطلق ترتفع فوق المنحدرات الجبلية الوديان المعشوشبة بحثا عن المرعى، فيعود الهزبر إلى عرينه ويفتك بصغيريها

14

شر فتك. هكذا أيضا سوف يفتك أوديسيوس بأولئك الرجال فتكا ذريعا. أتمنى، أيها الأب زوس، ويا أثينا، ويا أبولو، أن يأتي أوديسيوس بمثل القوة التي كان عليها ذات مرة في ليسبوس البديعة التأسيس، عندما قام وصارع فيلوميلايديس

Shafi da ba'a sani ba