Marubutan Larabawa A Jahiliyya Da Farkon Musulunci
أدباء العرب في الجاهلية وصدر الإسلام
Nau'ikan
بني أسد إن يمحل العام فقعس
فهذا إذا دهر الكلاب وعامها
24
وربما عيرت القبيلة بعيب واحد منها. قال الجاحظ في البخلاء: «والعرب إذا وجدت رجلا من القبيلة قد أتى قبيحا، ألزمت ذلك القبيلة كلها، كما تمدح القبيلة بفعل جميل، وإن لم يكن ذلك إلا بواحد منها.»
وكان الكرم من أسباب السيادة، فأكثروا من هجو الأشراف بالبخل والكزازة لإسقاط منزلتهم في الأحياء، ويتبع ذلك ذكر النار وخمودها لقلة طبائخهم، أو لخشيتهم أن يعشو إلى ضوئها الضيفان؛ وذكر الكلب ونباحه في وجه الزائر لأنه لم يألف الغرباء عند صاحبه، وسكوته عن النباح ليلا لئلا يهدي الطارق والحائر، فاتهموا البخلاء بتخنيق الكلاب.
وللهجاء تأثير عظيم في النفوس، فقد كانت السادات والقبائل تتضور منه، ولا تصبر عليه، لسيرورة الشعر وكثرة رواته.
وأكثر الشعراء رويت لهم أقوال في الهجاء، وإن يكن بعضهم تميز فيه عن بعض كالحطيئة وحسان بن ثابت الأنصاري، وأفضله ما جاء في الدفاع عن سياسة القبيلة والرد على خصومها، أو ما جاء في ذم الأخلاق الرديئة وخلا من الفحش وتمزيق الأعراض. (4) الرثاء
يشغل الرثاء جانبا عظيما من الشعر القبلي؛ لأنه - في أكثره - مصروف إلى سادات العشيرة وفرسانها الذين لهم فيها المآثر المحمودة، فليس موتهم موت واحد، بل بنيان قوم تهدم، كما قال عبدة بن الطبيب في رثاء قيس بن عاصم. وكلما دنت القرابة بين الشاعر والميت ازداد الرثاء حسرة وتفجعا، وأروعه ما ندب به الأبطال المجدلون في حومات القتال، فإن الشعراء، في البكاء عليهم وفي تعداد مناقبهم، يثيرون الأحقاد ويشحذون العزائم، ويهيجون القبيلة للحرب والأخذ بالثأر، كرثاء المهلهل لأخيه كليب، والخنساء لأخويها صخر ومعاوية، وفيه تتدفق العاطفة لوعة وألما، ويشتد الغلو في ذكر أوصاف الميت وتعظيم المصاب به، فليس إلا الشعور يفيض دمعا وأسى عليه، وفخرا ومباهاة به، ومدحا وتأبينا له، فتتفاعل مشاعر مختلفة من خسارة وحزن، وإعجاب واعتزاز، وضغن ونقمة، وقد يبلغ بهم استعظام الخطب إلى أن يتمنوا حدوث انقلاب في الكون، كما قال المهلهل:
ليت السماء على من تحتها هبطت
وانشقت الأرض فانجابت بمن فيها!
Shafi da ba'a sani ba