Marubutan Larabawa A Jahiliyya Da Farkon Musulunci
أدباء العرب في الجاهلية وصدر الإسلام
Nau'ikan
على أن العرب - مع إشراكهم وتعدد معبوداتهم - كانوا يميلون في جملتهم إلى التوحيد، ويتقربون إلى الله بعبادة الأصنام والكواكب كأنهم يجعلونها ذرائع للوصول إليه، ولا ريب أن اليهودية والنصرانية كان لهما يد فعالة في توجيه الفكر العربي إلى الوحدانية.
وكانت اليهودية في يثرب وفدك ووادي القرى وخيبر وتيماء واليمن؛ فمنها قبائل عبرانية استعربت كالنضير وقريظة وقينقاع؛ ومنها قبائل عربية تهودت أو تهود بعضها كحمير وكندة وكنانة والحارث بن كعب.
وكانت النصرانية في حوران وبادية الشام وبين النهرين والعراق والبحرين وعمان واليمن ومكة والطائف، وانتشرت في قبائل ربيعة وكندة وقضاعة وجذام وغسان وتميم. وكانت كعبة نجران مزارا للمتنصرة وحرما كمكة لا يحل انتهاكه. ولكن النصرانية التي شاعت في قبائل العرب لم تكن صافية خالصة؛ لأنهم أخذوها - في الغالب - عن المبتدعة المارقين، فمنهم النساطرة القائلون بأقنومين في المسيح، وهم نصارى حوران وبادية الشام وبين النهرين واليمن، ومنهم المريميون، وهم الذين يؤلهون مريم العذراء، وقد ورد ذكرهم في القرآن؛ ومنهم الحنيفية، ومذهبهم خليط من النصرانية واليهودية، وكان منهم أمية بن أبي الصلت وزيد بن عمرو بن نفيل. (3-8) عقائدهم
كانت العرب تؤمن بوجود الجن والعفاريت، وبمخالطتها للإنس في السكنى والاستهواء والمؤاكلة والزواج، ولهم فيها شعر وأخبار كثيرة. ويؤمنون بزجر الطائر. يتفاءلون به إذا سنح، ويتشاءمون إذا برح؛ وبالكهانة والعرافة والهامة؛ ويعوذون أطفالهم بسن ثعلب وسن هرة خوفا من الخطفة والنظرة، ويتعوذون من الجن بالأدعية وسواها، ويتطيرون من الغراب، كما قال النابغة:
زعم العواذل أن فرقتنا غدا
وبذاك خبرنا الغراب الأسود
ولهم غير ذلك عقائد كثيرة سيمر شيء منها في دراستنا لأشعارهم. (3-9) علومهم
لم يكن للعرب في بداوتهم من العلوم إلا بعض إلمام بما يحتاجون إليه في حياتهم الفطرية، فقد عرفوا شيئا من الطب والبيطرة، وكانوا يداوون مرضاهم بالعقاقير والكي والحجامة والأشربة، وخصوصا العسل، علاج وجع البطن عندهم. وربما استعملوا السحر والرقى والتعاويذ لإبراء الملسوع وإخراج الجن والشياطين. وأطباؤهم - في الأغلب - الكهان والعرافون، وقل من كانت له معرفة صحيحة بهذا الفن كالحارث بن كلدة الثقفي.
42
وعرفوا شيئا من علم النجوم ومهاب الرياح بكثرة تتبعها والنظر إليها؛ لأنهم كانوا يهتدون بها في أسفارهم، ويستدلون على سقوط الغيث.
Shafi da ba'a sani ba