Marubutan Larabawa A Zamanin Abbasawa
أدباء العرب في الأعصر العباسية
Nau'ikan
113
وقيل: بل في عنفقته
114
ربما حباه بها تشطره ولصوصيته.
ولم يكن على شيء من كرم الخلق؛ فقد عرف باللؤم، وخبث اللسان، والحسد والغدر واللصوصية والدناءة، وغمط النعمة، وكره الناس، وسمعه بعضهم يقول: «ما كانت لأحد قط عندي منة إلا تمنيت موته.» وله رأي في مصاحبة الناس ومخالقتهم، لا يختلف في شيء عن رأي بشار؛ فإنه كان يقول لمن يلومه على كثرة هجائه للخلفاء والأمراء: «ويحك! إني تأملت ما تقول، فوجدت أكثر الناس لا ينتفع بهم إلا على الرهبة، ولا يبالى الشاعر - وإن كان مجيدا - إذا لم يخف شره، ولمن يتقيك على عرضه أكثر ممن يرغب إليك في تشريفه، وعيوب الناس أكثر من محاسنهم، وليس كل من شرفته شرف، ولا كل من وصفته بالجود والمجد والشجاعة - ولم يكن ذلك فيه - انتفع بقولك، فإذا رآك أوجعت عرض غيره وفضحته اتقاك وخاف من مثل ما جرى على الآخر، ويحك! إن الهجاء المقذع آخذ بضبع
115
الشاعر من المديح المضرع.»
116
فدعبل كبشار يكره الناس، ويحب التكسب، ويؤثر أن يطلبه بالهجاء بدلا من المديح، وهو كبشار سيئ الظن في أبناء عصره، فعيوب الناس عنده أكثر من محاسنهم؛ غير أنه يختلف عن بشار في أنه صاحب عصبية عربية، ويختلف عنه أيضا في أنه كان دونه أنفة وكبرا؛ فقد ضرب بشار حتى مات ولم تذل نفسه ولم يتضرع، وهدد دعبل بالموت فبكى وتذلل، ثم ضرب فسلح وبلع سلحه.
ولم يبر أحدا إلا أبناء علي، فقد كان صادق التشيع لهم، يرجو بهم الشفاعة في الآخرة، ولكن تشيعه لا يعني أنه كان حسن التدين، يحافظ على شعائر الإسلام؛ فدعبل لم يتحوب من القتل والسلب، وتمزيق الأعراض، والتخنث والفجور، وشرب الخمر، ولكنه كان أقل فجورا وسكرا من بشار.
Shafi da ba'a sani ba