Marubutan Larabawa A Zamanin Abbasawa
أدباء العرب في الأعصر العباسية
Nau'ikan
وكان سيئ الظن بالناس لا يركن إلى صداقتهم، وإنما يراهم جميعا مخادعين غيابين؛ على أنه يوصي بمداراة الصديق والتغاضي عن هفواته، والاقتصاد في معاتبته.
حشوه وتخليطه
وبشار على جلالته لم يخل شعره من الحشو والتخليط، فروي له شيء غث لا يليق بشاعريته، وهذا ما جعل إسحاق الموصلي لا يعتد به، ويفضل عليه مروان بن أبي حفصة، وكان يقول فيه: «هو كثير التخليط في شعره، وأشعاره مختلفة لا يشبه بعضها بعضا، أليس هو القائل:
إنما عظم سليمى حبتي
قصب السكر لا عظم الجمل
43
وإذا أدنيت منها بصلا
غلب المسك على ريح البصل
لو قال كل شيء جيد ثم أضيف إلى هذا لزيفه.»
على أنه مهما يكن من تخليط بشار فإن إسحاق الموصلي قد جار بحكمه عليه، فقد يسف الشاعر الفحل ويروي له الغث البارد، ولكن ذلك لا يحط من قدره، ولا يضير شاعريته، ولا يضيع ما له من الحسنات، وبشار نفسه كان يعتذر من هذا التخليط بقوله: «هذه أشياء كنا نعبث بها في الحداثة.»
Shafi da ba'a sani ba