Marubutan Larabawa A Zamanin Abbasawa
أدباء العرب في الأعصر العباسية
Nau'ikan
فخره
لا يستغرب الفخر في شاعر شجاع باسل متكبر كالمتنبي، فعنصر الفخر مركب في طباعه، رافقه منذ صباه حتى وافته منيته، فقد كان صبيا يوم سمت به همته إلى أن يقول:
أي محل أرتقي
أي عظيم أتقي؟
وكل ما قد خلق الله
وما لم يخلق
محتقر في همتي
كشعرة في مفرقي
وفي هذه الأبيات الثلاثة وضع خطة الفخر التي سار عليها طوال حياته، وهي الارتفاع بنفسه إلى أعلى الدرجات، وتحقير غيره والإزراء به. فأبو الطيب في فخره كثير الاعتداد بنفسه، لا يجد لها صنوا، والناس كبارهم وصغارهم، ملوكهم وسوقتهم، محتقرون عنده.
وليس للشاعر قصائد مستقلة في الفخر، وإنما هي أبيات يوردها في أثناء شكاويه ومدائحه وأهاجيه ومراثيه، وأعجبها ما جاء في قصائد المدح وهي كثيرة، فإنه يجعل نفسه في الثريا شرفا وخيرا، بحيث يصبح كل ما يقوله في ممدوحه لا يعادل ذرة مما قاله في نفسه، فكأن نفسه الكبيرة تأبي عليه أن يطري أحدا قبل أن يؤدي لها حقها من التعظيم والإكرام. وأعجب من هذا أن ممدوحيه كانوا يسمعون تبجحاته وتمدحاته، ويرضون عنه، ويقبلون مديحه، ويجيزونه عليه؛ فكان كمن يستبيهم بقوة شعره، وسحر بيانه، فيستخذون له ولا يستنكفون. فما قولك بشاعر يمدح أميرا ويصدر مدحته بأبيات يقول فيها مفتخرا:
Shafi da ba'a sani ba