Marubutan Larabawa A Zamanin Abbasawa

Butrus Bustani d. 1300 AH
149

Marubutan Larabawa A Zamanin Abbasawa

أدباء العرب في الأعصر العباسية

Nau'ikan

وعني البحتري بالتأليف كأستاذه فجمع كتاب الحماسة معارضة لكتاب أبي تمام، اختاره من أشعار العرب للفتح بن خاقان، وجعله مائة وأربعة وسبعين بابا، ضمنها معظم المعاني الأدبية التي تناولها الشعراء المتقدمون.

وهذه الأبواب على كثرتها صغيرة لا يتجاوز بعضها الصفحة الواحدة. ولم يتقيد فيها البحتري بأبواب الشعر المعروفة، بل نظر فيها إلى الأغراض والمعاني، فجاءت جديدة في نوعها. مثال ذلك: الباب الأول فيما قيل في حمل النفس على المكروه. الباب الخامس عشر: فيما قيل في استطابة الموت عند الحرب. الباب الثاني والستون: فيما قيل في ذم عاقبة البغي والظلم إلخ ... وقد خلت من الغزل والفحش والمجون.

وتشتمل حماسة البحتري على أقوال لنحو ستمائة شاعر من الجاهلية وصدر الإسلام، وفيهم نفر أدركوا بني العباس كيحيى بن زياد، وصالح بن عبد القدوس، وبشار، ومطيع بن إياس. وطبعت في بيروت ومصر. وله أيضا كتاب معاني الشعر لم يصل إلينا. (2-2) ميزته

البحتري طائر غريد سبح بأنغامه في أفق علوي، خصب الخيال، متنوع الأصباغ، فأشرف على جلال الطبيعة وجمالها، وحوم فوق جبالها ومروجها، وأنهارها وغيطانها، ورفرف على زخارف المدنية وعمرانها، فعلقت جميع هذه الصور بقوادمه وخوافيه، فصبغتها بأشكال من الرسوم والتلاوين.

ولا تقوم شاعرية البحتري على المدح أو الغزل أو الرثاء وإن برع في كثير منها، وإنما تقوم على جمال الفن وانطلاق الخيال، وإتقان الوصف والتصوير. ونحن سنعنى بدراسته من جميع نواحيه حتى تتكشف خصائصه التي يمتاز بها في أنواع الشعر وفنونه.

مدحه

وقف البحتري شعره على المدح لا يلتفت لفن غيره إلا غرارا، فغير عجيب أن يجيد هذا الفن، ويبرع فيه. وله من أهبته شاعرية فياضة، ونزوع شديد إلى التكسب والاستجداء.

وأدرك البحتري عشرة خلفاء من المأمون إلى المعتضد. ولكنه لم يمدح غير ستة، وهم المتوكل بن المعتصم، والمنتصر بن المتوكل، والمستعين بن المعتصم، والمعتز بن المتوكل، والمهتدي بن الواثق، والمعتمد بن المتوكل. وأكثر مدائحه في المتوكل ثم في ابنه المعتز.

ومدح من الأمراء والوزراء طائفة كبيرة، منهم الفتح بن خاقان وزير المتوكل، والحسن بن مخلد وزير المعتمد، وإبراهيم بن المدبر من كبار رجال الدولة. وآل سهل، وإسماعيل بن بلبل الشيباني، وأنسباؤه أبو سعيد الثغري وابنه يوسف، وآل حميد الطوسي وسواهم. وأحسن مدائحه، وأصدقها عاطفة، ما قاله في المتوكل والفتح وأبي سعيد. وهو إذا مدح المتوكل مدح خليفة في عز دولته، وقوة سلطانه، لا سيطرة للموالي عليه، كسيطرتهم على من جاء بعده من الخلفاء، فترى الشاعر يمعن في وصف جلال الملك ووقاره. ويشبه المتوكل بالنبي، ويستفيض بذكر تقواه، وتعزيزه للدين، وإقامته أحكام السنة. ويجعل له زلفة عند الله، فإذا احتبس المطر استسقى للمسلمين فينهل الغمام:

لما تعبد محل الأرض واحتبست

Shafi da ba'a sani ba